تم إجبار الثورة على مغادرة محيط التغيير العميق، لكنها ما زالت تقاوم على الساحل تستمد حيويتها من وهج أرواح الخالدين عمر عطا.. الشيخ العرومي.. مياس البطل وكل النبلاء.
فوج الثائرين لم يستثن مربع في إب إلا ومضى فيها يردد "ثورة ثورة حتى النصر", لم يكن يعلم أن معركته القادمة تتعدى فلول النظام السابق إلى قيود وسلاسل ثورة المركز.. استثناء إب من عطايا الثورة امتحان واقعي لمدى فاعلية طوفان الثورة في اللواء الأخضر.. حرمان اب من حق التغيير فتح الطريق أمام تفكيك بنية السلم الاجتماعي في المحافظة، لم يعد هناك ما يدعو إلى الخوف من نشر الفوضى الأمنية، أصبحت عصابات صالح في مأمن من يد الدولة حين تخاذلنا عن جرأتنا لإحداث تغيير فعلي في هرم المحافظة وتكويناتها الإدارية الرخوة..
يمتلك صالح مافيا تتمركز على هرم السلطة المحلية في المحافظة.. سلسلة كبيرة من الجلادين تحت مسمى وكيل محافظ!!.. إدارات مشلولة تعمل بكل جهد للانتقام من جماهير المحافظة الذين خرجوا يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام".. بقرار رسمي تم إحراق ذاكرة اب الثورية، بتعيين شيخ في قيادة المحافظة.. وكأن هادي يقول لنا ما ذا أنتم فاعلون يا أغبياء؟..
مفردة تمرد تبدو مزعجة, لكن لها وضعية خاصة ومقبولة في إب يمكن أن يستنجد بها الشباب لكسر حالة المركزية الثورية حتى يذعن أصحاب القرار في صنعاء أن إب عصية على التجريف.. لم يعد هناك من جدوى لأي مكون باسم الثورة في إب.. فقدت فاعليتها.. هي الآن محشورة في زاوية التأييد لـ(لعنات الوفاق).. إنها تستجدي الوهم!..
لتكن ثورة غضب تمتد من شوارع وحارات المدينة المقهورة إلى صنعاء لاستعادة شرف إب المنتهك.. فقدنا في إب مرحلة ثورية لكننا متماسكون ما زالت قدرتنا على التقدم مكنونة في وجداننا, لكن خيبتنا في حكام المرحلة الانتقالية في الذروة..
وحده مدير أمن المحافظة يمكن أن يكون أحد الاستثناءات من الفقدان.. يعمل كل شيء لإحداث إنجاز, لكن أنياب صالح تترصده على جنبات الطريق.. تمعن في إفشاله لتكتمل إهانة مدينة العطاء.
ليس هادي وحده في عداء علني مع إب, بل تشاركه كل الأحزاب والتكتلات الثورية العاجزة عن الرد.. أخشى أن مركز قرار الثورة يتعامل مع إب وفق آلية التعامل التي كان يسير عليها صالح "إب البطلة".. مخزن بشري بلا قيمة.. إب تبحث عن كيانها في ضياع المرحلة.. في المهجر عن الوطن الذي نبحث عنه يا معشوقة الثائرين.. ستأتي ويأتي الوطن.
سليمان الحماطي
مفقودات إب 1375