السيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً وقبل ذي بدء يطيب لي أن أشكرك على مواقفك البطولية والرجولية والتي هي واجب للوقوف أمام أعداء الأمة والتي هي تمثيل واقعي لأواصر وروابط الأخوة بين أبناء الأمة الواحدة.
ثانياً لقد أثلج صدورنا موقفكم الرائع المؤيد للشرعية في جمهورية مصر العربية ومن يمينك كان شعار الصمود رابعة الذي صنع الخوف والرعب في قلوب العملاء والخونة وسبب لهم فوبيا جعلت شغلهم الشاغل النظر إلى أيدي الشعوب وتفتيش الأصابع وعدها وكان الله في عون الذين خلقهم بأربعة أصابع, فهم اليوم لا يجرؤن على رفع أيديهم مخافة ردت الفعل الغريبة والهوجاء من الضعفاء الجبناء الخونة الذين أصبحوا في حالة جنون من أربع أصابع ترفع في وجه الظلم والطغيان.. لقد أثبتت الأيام أن أربعة أصابع مرفوعة خير وأقوى من خمسة أصابع واحدة على الزناد وثلاثة تشير إلى صدر صاحبها وواحدة حائرة إلى أي وجهة تتجه.
سيادة رئيس الوزراء التركي إن هذا الشعار العظيم أصبح رمزاً من رموز وحدة الأمة يذكرنا بدولة إسلامية وحدت جميع المسلمين تحت راية الهلال وأخضعت بقية العالم إلى رايتها وإن شعاراً كهذا أصبح هدفاً لحملات تضليل وتشويه وكذب وافتراء وادعاء وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على نجاح الشعار وعلى التأثير القوي الذي أصبح يتمتع به حملته ورافعوه, وفي الوقت ذاته يدل على مدى الغيض والقهر الذي يعتري معارضوه ويدل على أن هذا الشعار أشبه بجمر على قلوبهم وحملاً ثقيلاً يقض مضاجعهم ويسهر ليلهم ويذكرهم بجرائمهم وفضاعتهم ويذكرهم بأن أيامهم معدودة وأن زوالهم حتمي وأن جرائمهم لم تمحَ ولن تمحى وأنهم لا محالة سيحاسبون عليها وسيعاقبون وأن الدماء التي سالت ستنتصر وأن الانتصار الذي يسوقونه لأربابهم ومموليهم وتابعيهم وهم وأن هذا الانقلاب أسس لسلطة أمر واقع لن يطول بقائها وسيحاسب كل من تآمر وخطط ونفذ جريمة الانقلاب على إرادة الشعب وشرعيته..
كذلك فإن شعاراً عظيماً كهذا بسيط في هيئته يستطيع الجميع تنفيذه دون الحاجة لأي أدوات أو تكاليف قد تترك لأحد حجة عدم رفعه وهو كذلك شعار يستطيع الجميع رفعه في أي مكان وفي أي مناسبة ولا يحتاج لتدريب أو تعليم حتى الأطفال يرفعونه بتلقائية بعدما فهموا معناه وفهموا المواقف التي تستدعي حضوره..
لقد أصبح هذا الشعار مرتبطاً بحياة كل الأحرار وأصبح رمز الانتصار يرفعه الأبطال, لقد أصبح الكل يتسابق ويبذل كل طاقته أملاً في نصر وإنجاز يؤهله لكي يرفع هذا الشعار, فهذا الشعار غال على قلوب الأحرار وعلى من يرفعه أن يرفعه بحقه وعليه أن يكون مستعداً لدفع ثمنه وهو يعلم في ذات نفسه أن ثمنه غال وليس الكل قادراً على دفع هذا الثمن.
سيادة رئيس الوزراء التركي إن شعاراً بكل هذه المعاني وبهذه القيمة التي تطرقت لجزء صغير منها جدير بأن يخصص له ساحة تتوسط إسطنبول ويتوسط هذه الساحة نصب تذكري ليد ترفع أربعة أصابع ليكون رمزاً للحرية والنضال ضد الظلم والقمع والقتل والاستبداد والخيانة.
ختاماً أتمنى أن نرى هذا النصب التذكاري وقد توسط مدينة إسطنبول ليضاف إلى سجل إنجازاتك الكبيرة والعظيمة داخل الأراضي التركية والعالم.
جلال الوهبي
رسالة لأردوغان من وحي رابعة 1367