لم يعد للرجال صوت إلا البعض فأصبحنا نوجه النداء إلى النساء عل غيرتهن تفوق غيرة المسؤولين والوزراء والمشائخ والقبائل, في الوقت الذي لا زال فيه الحوثي يمارس أبشع أنواع الجرائم بحق أهلنا العزل في دار الحديث بدماج, فصعدة ليست أوراقاً من شجرة تتساقط ولكنها قضية كبرى تتمثل في وطن كبير كاليمن, هي تلك المحافظة الواقفة هناك في شمال الشمال..
يا رجال من القطر اليمني إنها محافظة صعدة, إنها التاريخ الذي لم يلتفت إلى معاناته احد, إنها الإنسان الذي يشكو مرارة العيش ومرارة الحرمان, إنها تلك الأرض المحروقة التي لم ترحمها ميليشيات الحوثي التي عاثت فيها فساداً..
لقد ضلت صعدة ما قبل الحوثي قلعة شامخة وأن الاستقرار والأمن والأمان هي من مطالب الشعب, فمن حقه أن يقاضي سياسييه على مطالب كهذه لأنه هو صاحب الحق والذي منح الحق من خلاله لسياسيين أن يتنقلوا به إلى جميع المحطات التي يحتاجها, بيد أن ما يحصل اليوم في دماج أمر آخر يجب على أساسه أن يحاكم القادة السياسيون على ما يجري هناك فقد تكبدت تلكم الأرض الويلات بسبب تغاضي السياسيين عن من يرتكبون فيها الجرائم بحق الإنسانية..
وها هو الحوثي اليوم أمام مرأى اللجنة المكلفة من الرئاسة لوأد الصراع هناك وأمام مؤتمر الحوار وفي تعدٍ لكافة الاتفاقات والعهود والمواثيق بكل همجية وتكبر وغرور يمضي الحوثي متغطرساً على الشعب يحمل السلاح ليقتل الأبرياء بوجهه القبيح, يستعد هذا القاتل لمواجهة الشرفاء على ثرى دماج الطاهر وكأن شيئاً لم يكن مخلفاً وراءه ركاماً يصعب تعداده من المآسي والنكبات التي عانى منها الشعب اليمني, فمن قتل وتشريد وترويع لحياة الآمنين واستيلاء على أرضهم وديارهم والزج بهم في صراعات جانبية.. وفي تعد صارخ لإرادة الشعب تسعى النخب السياسية التي تمثل الشعب اليوم لتكون هي الوسيط معه ومقارنته بالمستضعفين المظلومين في دماج والنظر بعين واحدة, كيف وقد سمعنا وشاهدنا انه يسعى ليفرق الجمع ويشتت الشمل والكلمة ويزرع الحقد بين أبناء اليمن الواحد, كيف وقد رأينا سفن السلاح الإيرانية تتدفق عليه واحدة تلو الأخرى, كيف وقد رأينا الأرض مزروعةً بالألغام ليكسب قتل المزيد من اليمنيين, أين أخوة الدين؟, أين النزعة الإيمانية, أين الغيرة على أرواح الضعفاء الذين لا يعتدون على احد فيكبسهم هذا العنصر الضار الخبيث بسلاحه الذي لا يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة, يرضون بها ملا لي إيران ويكسبون سخط الله عليهم.. إنها المعجزة على أرض اليمن حينما يجلسون مع القاتل للحوار مع سابق علمهم المؤكد انه قاتل..
إن غضب الشعب اليمني على النخب السياسية سيولد لهم الرحيل دون قيد أو شرط كما أوجدها لغيرهم, فلا تستهينوا بغضب الشعب الذي عانى ولازال يعاني من جريمة التحوث على أراضيه التي لم يسمعوا بها لا في توراة ولا إنجيل ولا قرآن يسعون سعياً حثيثاً ليقلبوا الموازين تنفيذاً لأجندة الفرس المجوس الذين يريدون أن نكون أذلة صاغرين يستعبدوننا بقوة سلاحهم, ليس همهم الأقصى ولا المقدسات يكذبون علينا بشعاراتهم الرنانة ويقتلون أهلنا على كافة المحاور التي دخلوها بسلاحهم, جرائمهم كعدد النجوم في السماء لا تكاد تتوقف يوماً بعد آخر واليوم تجلسون لتحاوروه, ادعوكم أن تتمهلوا قليلاً, لقد قتل الطفل الصغير والشيخ الكبير والعالم الجليل وأجهض النساء وأرملهن وأيتم الأطفال وأرعبهم..
إخواني لقد قتل الرجل والمرأة على حد سواء, لقد قتل البسمة في وجوه الأبرياء وحطم معالم البهجة والسرور في قلوب الأتقياء, لقد زرع الألغام في القرى والمدن التي تخالفه مذهبياً, لقد شرد المئات وفي مخيمات اللجوء عاشوا, لقد اشتد بهم المرض لا يجدون الدواء الذي يهدئ من آلامهم وجراحهم, لا يجدون الغذاء المناسب الذي يحفظ صحتهم.. لقد بلغني أنه يبيع أراضٍ للفرس المجوس الذين حرضوه لقتلي والتعزير بي, يسعى لطمس هويتي واستبدال عقيدتي, لا تخذلونهم أنتم يا أعضاء مؤتمر الحوار والنخب السياسية كونوا شريكاً في ردع الظالم, فأنا أعول عليكم كثيراً في اخذ الحق ممن ظلم واخذ حق الآخرين وأنهى حيات الكثيرين لقد عانا قوم كثير اشد من هذه المعاناة واليوم يدخل الوسطاء وهو لا زال يشهر سلاحه في وجوههم ولا يزال مرفوعاً في وجوه الجميع بعدان قبلوا ذلك.
إن الاستهزاء بالشعب مرفوض لن يرضى الشعب إلا لمن اخذ حقه واسترداد رضاه ممن أخذوها بالقوة وإن كنتم ساكتين على حق الشعب في حريته فأنتم شياطين لأن الساكت على الحق شيطان اخرس فلا تكونا كذلك ولا تخيبوا ضننا في ذلك فالحق لديكم هو ثقتنا بكم في الاقتصاص من القتلة والسفاحين ومن يجلبون السلاح لتحويل اليمن إلى ساحة صراع طائفي كما في بعض بلدان الجوار قفوا في وجوههم بقوة ثقة الشعب لكم لا تسمحوا لهم بتمرير مشاريعهم ومشاريع أسيادهم في إيران التي من شأنها تحويل اليمن من اليمن السعيد إلى اليمن المزروع بألغام بحقدهم وسهامهم القاتلة ونيران الطائفية والمنطقية المقيتة التي بلد تصنيعها إيران, أط الشعب وحق له أن يئط ليس فيه فرد إلا ويرفض الوساطة مع الحوثي حتى يقتص للشعب منه..
لقد سعى الحوثي فدمر صعدة وأذل أهلها بعد أن كانوا أعزة وقتل الرجل والمرأة على حد سواء, بل وأنشأ سجوناً خاصةً به ليكمم أفواه الرافضين لمشروعه, لقد شردت حربه مئات الأسر التي تبيت في العراء ولا تستطيع اليوم أن تعود إلى ديارها المحتلة خوفاً من بطشه, ولعلها مزايدة في قاموس بعض السذج ولكن الواقع يشتد ألماً يوماً بعد آخر.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
صرخة "دماج" إلى نساء اليمن بدلاً من رجالها 1570