لن أطيل عليكم في رسالتي لأنني أعلم أنه ليس لكم في القراءة والعلم من كثير نصيب، ولأنه لو كان لكم في ذلك من نصيب لكنتم عرفتم أن عمر المظلوم دائمًا ما يكون أطول من عمر ظالمه، وأن ذكر المقتول أعلى وأطول من ذكر قاتله وحتى لا أطيل عليكم أقول داخلاً في صلب الموضوع:
أما بعد.. فإن رسالتي إليكم هي:
ألّا تغتروا بقوتكم
ولا تسرفوا في الإجراءات الاستثنائية
ولا تعتمدوا أسلوب الظلم أو تدخلوه في القضاء
لأن قوتكم إلى زوال وهذا حال الدنيا فلم تدم لأحد ولو كانت تدوم لأحد لبقي رسول الله حيًّا إلى اليوم.
وسوف تفارقكم تلك القوة التي تغترون بها إما بعزل من منصب أو ببلوغ سن لا تستطيع فيه على العمل أو الموت والجميع أمام الله واقف بلا رتب ولا ألقاب، وقد سبقكم أحد من شارك في مذبحة رابعة منذ أيام فاسألوه ولو كان ينطق لصرخ فيكم أن توقفوا فليست تفيد تلك الغطرسة ولا ذلك الظلم بعد خروج الروح.
ولو عشتم ومد الله في أعماركم فلن تنفعكم تلك التعديلات في القوانين التي تحاولون إنفاذها أو التي تبتكرونها لأن تلك الإجراءات الاستثنائية هي بذاتها ما سوف يتم معاملتكم بها!!.
نعم ولا تتعجبوا من هذا الكلام فأنتم محاكمون أمام الأمة وبذات الإجراءات، وستشربون من ذات الكأس الذي تسقون منه أبناء وطنكم وستتجرعون السم الذي تسقونه لغيركم.
ستقفون أمام محاكم الشعب ليحاكمكم وتذكروا هذا الكلام أنكم ستحاولون وستطلبون وتستجدون الرحمة من الشعب فلن تجدوها عندنا؛ حيث إن الرحمة في قلوبنا لكم ستكون قد جفت ينابيعها.
جفت مع رؤيتنا عند رؤيتنا للأب الذي يحتضن ولده في العمرانية سائلاً بأي ذنب قتل ولدي؟!
جفت حين رأينا القتل في صلوات الفجر والعشاء والعصر.. عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
جفت الرحمة في قلوبنا حينما وجدنا مجازركم في رابعة العدوية، وفي ميدان النهضة ومن قبل ذلك مذبحة المنصة والتي استمرت من الفجر حتى العاشرة صباحًا.
جفت حينما رأيناكم تعاملون النساء والفتيات تعامل الأنذال الجبناء.
أيها الظالمون ......
أيها القتلة.......
ايها الخونة .......
ارحموا أنفسكم مما تقترفه أيديكم تجاه شعبكم، فإن ما تزرعون الآن سوف تحصدونه أنتم غدًا (وأبناؤكم).. نعم أبناؤكم في قادم الأيام.
أفيقوا قبل فوات الأوان.
المستشار/ البدوي عبد العظيم
رسالة إلى الانقلابين وأعوانهم 1220