بين الفينة والأخرى نفاجأ بالكثير من أولئك الذين تمادوا وأمعنوا في نهب أموال الشعب .يظهرون دون حياء أو خجل أو ندم على ما فعلوه فيتصدرون وسائل الإعلام المختلفة ويدلون بالتصريحات تلو التصريحات التي يحاولون فيها تقمص دور المصلحين والمفكرين والفلاسفة ويتحدثون عن مصلحة الشعب والوطن ومدى حرصهم على تحقيقها ناسين ومتناسيين أنهم بغبائهم المعهود يستطيعون أن يضللوا الشعب الذي ذاق الويلات من ظلمهم وفسادهم مره أخرى وهم بذلك واهمون وغير مدركون بأن الأمس قد ولى وأن الشعب قد فطن لألاعيبهم ومكرهم ولن تنطلي عليه مسرحياتهم الهزيلة تلك ولن يقعوا أبدا ضحيةً وفريسةً سهلة لأطماعهم ونهمهم اللا محدود للمال العام..

 نقول لهؤلاء اصحوا من سباتكم وحاولوا ولو لمرة واحدة أن تكونوا صادقين مع أنفسكم ومع شعبكم.. حاولوا أن تفكروا التفكير الصحيح لعل هذا الشعب المغلوب على أمره يتناسى أفعالكم ويصفح عنكم أما العناد ومحاولة التضليل ودغدغة المشاعر فإنها لن تقود إلا إلى نتائج وخيمة وستكونون انتم الخاسر الأكبر وستفاجؤون في الأخير بأنكم واقفون بين أيدي محكمة الشعب التي لن ترأف بكم ولن تتغاضى مره أخرى عن أفعالكم وما ألحقتموه من أذى في حق الوطن .الوقت مازال أمامكم والباب مازال مفتوحاً لكي تراجعوا أنفسكم وتعودوا مواطنين صالحين. 

ونقول لكل مسؤولينا المتعاقبين على السلطة منذ 50عاماً وشخصياتنا التي نهبت مقدرات الوطن إلى حساباتها: أوفوا مع هذا الشعب والوطن كما وفى معكم وتحمل وصبر على أخطائكم التي ترقى إلى مستوى الجرائم طوال هذه السنين ومازلتم إلى اليوم نقول لكل هؤلاء الذين تعاقبوا على حكم اليمن وظلوا لسنوات طويلة يتربعون في مواقع السلطة والمسؤولية منذ قيام الثورة وحتى الآن وشاركوا في نهب مقدرات ثروات الوطن وثرواته والإمعان في إفقار أبنائه الذين اصبح معظمهم مشتتون في دول الاغتراب بحثاً عن العيش الكريم الذي فقدوه في وطنهم نقول لهم كفاكم وحان الوقت لكي تكفروا عن أخطائكم التي ترقى إلى مستوى الجرائم في حق أبناء شعبكم الذين صبروا وتحملوا كل هذه السنوات ..حان الوقت لكي تعتذروا وتطلبوا الصفح ..وخير وسيلية للاعتذار ان تكفوا عن التظليل والخداع وأن تعيدوا تقييم ماضيكم الأليم وتصححوا المسار وتكفوا أيديكم عن نهب المال العام والاستمرار في استنزاف خزينة الدولة لمشاريعكم ومصالحكم الشخصية .فأنا اندهش عندما اطلع على بعض التقارير التي تبين حجم الفساد الكائن والمعشعش في أروقة الدولة بجميع مؤسساتها العسكرية والمدنية عندما نلاحظ ونقرأ أن هناك شخصية واحدة في الدولة تتقاضى ما يقارب النصف مليار في الشهر الواحد كيف سنقنع أولاً هؤلاء على الكف عن هذه الأموال وإرجاعها إلى أصحابها وبعدين نقنع الدول المانحة أو أننا سنكتفي إذا أقنعنا أمثال هؤلاء الذين يتقاضون ا لمليارات سنوياً من خزينة الدولة .

حقيقةً لا يوجد فقر في اليمن وإنما يوجد نهب ممنهج لثروات الشعب من قبل قله قليله ممن يدعون بأنهم وحدهم هم الوطنيون وصانعو المنجزات والحريصون على مصالح الشعب بينما العكس هو الصحيح لقد اثبتوا للشعب بأنهم ليسوا اليوم صالحين بأن يكونوا من أبناء الوطن لأنهم لم يوفوا بالمبادئ التي تحلت بها الوطنية والانتماء الوطني جعلوا شعبهم من أفقر الشعوب مع أن هناك ما يفي ويسد فقرهم .جعلوا أبنا ء اليمن يهانون ويتبهذلون في دول الجوار وفي بلدهم ما يكفيهم لكي يعيشون معززين مكرمين ..أين ضمائركم مما يحصل الآن في السعودية لكن للأسف لو كانت الضمائر موجودة لما خرجوا من بلدهم يوماً ما .

أوجه للشعب اليمني وأقول له اصح من غفلتك فإن هناك ثمة أشرا ر مازالوا يبطشون وينهشون ما وجد لكرامتكم وعيشكم وإيداعها بنوك خارجية تستخدمها هذه البنوك لمصالح شعوبها ونحن في اليمن نكتفي بالمطالبة والتسول في دول أخرى بينما حقوقنا تنهب من قبل أشخاص لاهم لهم إلا مصالحها الشخصية وكأن الوطن ما وجد يوماً ما إلا لهؤلاء البشر فقط .

نعم هذا ما هو حاصل في اليمن هناك ملايين تذهب في أيادي تعودت على العبث دون مراعاة ظروف وأوضاع أبناء الوطن الذين يموتون جوعاً في الشوارع وعلى الحدود

لماذا حال اليمنيين وصل إلى هذا المستوى أن ترى شخص عنده المليارات والفلل والسيارات الفارهة و.. الخ .والآخر لا يوجد في بيته قوت يومه مع أن ما مع الشخص الأول ليس مكتسبا شرعياً وليس لديه أي أعمال تجارية مارسها تؤكد صحة هذه الأموال إلا أنه تربع على منصب ما طوال سنين مضت وكسب هذه الأموال الهائلة الذي أن قمت بعملية حسابية لما يحصل عليه بطريقة قانونية نرى  أنها لا تفي مقابل جعالة الأولاد .

رحم الله الإمام حسن البناء؛ إذ سأله صحفي قال له من أنت .قال أنا سائح ابحث عن الحقيقة وإنسان يبحث عن مدلول الإنسانية بين الناس .ومواطن ينشد لوطنه الكرامة والحرية والاستقرار والحياة في ضل الإسلام الحنيف؟..

لو سئل احد المسئولين اليمنيين السابقين أو اللاحقين لكانت الإجابة هي أنا سائح ابحث عن الأموال. إنسان ابحث عن الفلل والسيارات الفارهة. مواطن ينشد لوطنه الدمار والخراب والفقر في ظل امتلاكي ملايين الدولارات والأراضي والفلل والعقارات في ظل الإسلام الحنيف ..

حان الوقت أيتها الوحوش المتوحشة تجاه المال العام أن توقفوا وحشيتكم وعبثكم وتعيدوا للناس أموالهم لكي يعيشوا بكرامة دون إذلال..