كان هناك أحد أعز أصدقائي الذي عشت معه سنين طويلة قضيناها أيام الدراسة علمت بقدومه عبر رسائل الفيس بوك وقال لي انه سيغادر المملكة قبل أن يتم ترحيله وفعلا غادرها لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن تمكنت حرس الحدود وبالتعاون معا من أوعدهم من إيصالهم إلى حدود اليمن الآمنة ولكن انقلبوا عليهم بين لحظات وتم تسليمه مع مجموعة من المحلين واقتيادهم إلى سجون وعند ما نتكلم عن السجون فهي عبارة عن أماكن للموت فعلا فيتكلم عن السجن وتنساب دموعه تلقائيا بسب ما تعرضوا له هناك فقد عاشوا أيام يأكلوا ويشربوا ويقضون حوائجهم وينامون في مكان واحد وفي غرفة واحدة وهم أشبه بعلبة كبريت .استقبلت صديقي وكنت أضع له في عيني صورة المغترب الذي يعود إلى بلده وهو متغير الهيئة والشكل عن التي كان عليه إلى الأفضل ولكن كان ما لم أتوقعها فقد كان كل شيء إلى الأسوأ؛ أربعة سنوات قضاها هناك لم تعد تعني له شيء الآن وأربعة أيام يتم فيها السفر والتنقل بين السجون من مكان إلى آخر يعيشون هناك وكأنهم في سجون محكمة وهنا أتكلم عن الآلاف المجهولين الذين يعملون داخل محافظات المملكة فهم أشبه بمحكوم عليهم أن لا يرو الضوء إلا مرات في السنة وصل إلى صنعاء ولكن كان خالي اليدين خالي "الجيبين", فقد تم اخذ ما كان بحوزتهم من ممتلكات ومبالغ نقدية, فبالله عليكم بأي شرع وبأي قوانين يعملون هؤلاء وأي ضمائر تحكمهم عندما يتعامل مع من بنوا وشيدوا منشآتهم ومن قاموا بمشاركتهم في التنمية وعملوا في المملكة وهم يظنون أو يحسنون انهم يعملون داخل بلدهم ولكن كانت كل النتائج شبه عكسية, فقد ظهر أن أبناء المملكة- وهنا لا أعمم على الجميع- ولكن على من باعوا ضمائرهم لشهواتهم ونزواتهم ورغباتهم في إذلال من يرونهم ضعفاء في بلدهم عذبوا وشردوا وقتلوا وهناك من اختنقوا في السجون فقد أصبحت الممارسات بحق أبناء اليمن العائدين أو المرحلين لا يتصورها بشر من شدة فضاعتها كما سمعنا ورائينا وبعد كل هذا فهل من حكومة مستيقظة ترى وهل من رئاسة تسمع وهل أصبحت المشاهد لدى مسؤولينا وحكومتنا هو سيد الموقف كما في قضايا تخريب الكهرباء والنفط وحرب صعدة وأضيف هنا قضية المرحلين إلى متى يظلون في موقف المشاهدة ألا يستحق هؤلاء العمالة أن يعطوهم جل اهتماماتهم وسرعة إيجاد الحلول البديلة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاقتصاد اليمن؟, هل سيستمرون في النظر ارتفاع مستوى البطالة حتى يصل إلى المائة, لماذا كل هذا الصمت؟.. والله انه من العار علينا أن ظلينا أو تركناهم إلى المجهول وانه عار على حكومتنا أيضا, فهناك جماعات إرهابية سوف تقوم باستقطاب ما استطاعت من شباب اليمن العائدين فتخونهم لقم عيشهم في الانضمام إلى هذه المنظمات واصبحوا عالة على الوطن لماذا لا تبحث الحكومة عن سبل في جعلهم يصبحوا رافداً للوطن وللاقتصاد بدل الانتظار حتى يصبحوا وبالاً على أهلهم ووطنهم..
أنا هنا لا أريد تجريح أي من أبناء الوطن العائدون ولكن هذه حقائق يجب أن تكون في عين الاعتبار أمام حكومتنا وقيادتنا الموقرة وأما عن قيادة الملكة فان سياستها قد تشعر الأخرين بالتقيؤ وإلا فلماذا أصبحت دبي وعواصم أخرى مدن عالمية تعمل فيها بدون أن تحتاج إلى كفيل أو أي شيء, لكن لقد أعمتهم سلطتهم فاستشعروا بكبريائهم ويحاولون أن يضعوا بلدنا أمام محنة صعبة وهم يعرفون انه ما لبث أن بدأ يقوم ويتشافا من جراحه المثخنة.. ما يمارسونه اليوم ما هو إلا تطبيق وصية آبائهم في جعل هذا البد ما بين الحياة أو الموت لا يريدون له الازدهار والتطور ولا يريدوا لنا أن ننقب على نفطنا وكلما رأوا البلد يحاول النهوض اصطنعوا له عدداً من المشاكل وكل ما رأوا البلد على حافة الهاوية يقومون بإعطاء بعض الدعم وإصلاح الأمور لكي لا يعود عليها ضعفنا أو صراعاتنا في ما يضرها ولكن نقول لهم في الأخير: نحن لن ننتقم منكم اعملوا ما شئتم فان الأيام سوف تريكم بأسكم وسوف يظل اليمنيون رافعي رؤوسهم في بلادهم بدل الذل الذي أعطيتموهم إياهم وأقول لكم اعملوا على مكانتكم فاني عامل.. أرجو من الله أن يوفق كل اليمنين ودمتم سالمين.
عبد الإله عباد
صديقي المغترب من بين عشرات الآلاف من المرحلين من المملكة 1453