عزيزتي القاضي أفراح بادويلان ـ رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ـ أبارك لك هذا المنصب الذي أنتِ أهل له, فقد أسعدني تعيينكم وسعدت أيضاً بتعيين العزيزة نور باعباد الأستاذة القديرة التي ظلمت كثيراً من قبل الذي تعودوا على الظلم.. وأهنئك كمواطنة تعيش معاناة الفاسدين كل يوم أسوة بهذا الشعب المسكين وأنا على دراية بأن المنصب سيجعل الآخرين لن يرضوا عنك, وتحديداً مراكز القوى الفاسدة التي تمسك بخيوط الفساد والرؤوس الكبيرة التي أكلت الأخضر واليابس.. وبقدر تهنئتي وفرحتي أشعر بحجم المسئولية, فقد وضعت أمام فوهة المدفع في بلد غارق في الفساد حتى النهاية نسأل الله أن ينصرك أنت ومن معك.
عزيزتي أنت على رأس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نعيش معك آمالاً عراض في الانتصار لهذا الشعب من خلال تقديم الفاسدين الكبار للمحاكمة وفضح فسادهم.. وهنا نشير إلى جهود الهيئة السابقة التي سعت قدر الإمكان عمل ما يمكن عمله رغم العراقيل والتدخلات التي كانت تعترض أعمالهم, ولكن ما يؤخذ عليهم هو أنهم لم يفتحوا ملفات الفاسدين الكبار فقط كانوا يعملون في المستويات الدنيا في ملفات صغار الفاسدين الذين لا ظهر لهم والغريب في هذه البلاد أنه لا يقدم للمحاكمة إلا من هو فاسد صغير أعزل أي بلا سند قبلي, بلا حماية.. أما الفاسدين الكبار فهم في حماية المتنفذين (المكرشين) وفي رعاية التسيب والدعممة.
فيا صديقتي هل يمكننا أن نفرح بأنكم ستشيرون لمن نهبوا وتقولون لنا كم نهبوا وماذا فعلوا بهذه المليارات؟ هل نطمح في شفافية توضح حجم الفساد في اليمن؟ هل سنرتاح كشعب مظلوم, مهموم فيه كل الأمراض والبلاوي جراء الفساد وسلوكيات الفاسدين نرتاح من هم أم أن تموت ناقص عمر لأنك يمني ومعظم حكامك فاسدون وبلا ضمير.
يا صديقتي افتحي الملفات الصعبة ولا تخافي فحماية الله ورعايته أكبر من كل قواهم الهشة التي قامت على مبادئ أكثر هشاشة.. وعلى هذا الشعب يستبشر بالخير بأن هناك أناساً يحبون اليمن وأهله, أناساً على درجة من القيم والنزاهة يرفضون أن يسرق الوطن في عز النهار.. أناساً ليس في أجندتهم ما يريب أو ما يثير الشك.. أناساً أكثر ولاء للوطن وأياديهم نظيفة..
قد يكون يا عزيزتي هناك ضعف في المحاكم والنيابات وهذا أمامك يشكل عائقاً في أعمالكم والتي تبدو منقوصة وغير مكتملة وقد يتدخل البعض في أعمالكم ومهامكم لإعاقة كشف المستور لكن نحن نثق في قدراتكم وفي ضمائركم.. لا تكرروا التجارب السلبية مهما كانت النتائج ولا تتهاونوا مع من لم يحترموا هذا الشعب.
أخيراً أعرف عنكِ الحزم والتعامل بجدية في كل القضايا التي تمر عليكِ, كما أعرفك عصامية وأرفع من أن يُؤثر عليكِ لذلك أنا وكل الطيبين أمثالي الذين سرقهم حمران العيون كل شيء حتى لقمة الخبز, لازمنا الفرح عند تعيينك ورفقاك ومازلنا فرحين نتوقع الكثير ونتمنى لكم جميعاً التوفيق والنجاح وأن تكون النساء قائدات في مكافحة الفساد الرئيسة والنائبة ابتهاج الكمال فهذا انتصار للرجال قبل النساء.
محاسن الحواتي
عزيزتي القاضية با دويلان 1646