قرأت صفحة كاملة هي ملخص لشكوى المستثمر (المغشى) الذي قام بالاستثمار في حديقة السعبين بأمانة العاصمة, حولها إلى مدينة ألعاب, "ما أحلى أن تلعب وكأنك عدت طفلاً".. على فكرة شيئان لا أمارسهما في وطني, الأول هو اللعب في حدائق الأطفال أو ملاهيهم, والثاني الاستحمام في البانيو وملؤه بالماء حتى أذنيه, اللعب بالماء بغرض الحمام والاسترخاء, تعرفون لماذا؟.. الإجابة بعد الفاصل, أو بالأصح بعد الوقوف على قضية المستثمر المغشي الذي يكابد الأمرين, اغتصاب أرضه وتهديده وتقاعس الأجهزة العدلية التي تصدر أحكاماً ولا تنفذها.. الرجل أحب وطنه بالزيارة وصنع كل ما يملك في هذا المشروع الجميل الذي أنقذ كثيراً من أطفالنا من اللعب في الشوارع أو داخل الغرف الضيقة, أي أنه خفف على الأطفال معاناة البقاء أمام التلفاز لساعات طويلة وتقليد "ملكة جانسي" وغيرها من الأعمال التي تزرع العنف في نفوس الصغار.. الرجل يحب الفرح والمرح ويجب أكثر هذا الوطن الكثير بأهل الفيد والغاصبين لحقوق الناس.. يأخذون حقه ويهددونه, أي قيم هذه وأي أخلاق؟.. أمانة العاصمة نطالبها بحق الإنسانية والوطنية أن تحمي هذا المستثمر من غول المتنفذين ,لأنه ساهم في بناء مظهر حضاري وجمالي للعاصمة, كما أنه بنى متنفساً للأسرة في الأمانة.. وكل الخيرين عليهم أن يقفوا مع هذا الرجل ويطالبون بمحاكمة من يؤذيه أو يؤذي أسرته أو يشوه مشروعه الجميل.. والله لو دعا كل الأطفال لمظاهرة تأييد لما تأخر طفل, فهي حديقتهم التي يعشقونها.
إن نموذجاً كهذا لمستثمر يمني عانى ما عانى سيكون صورة قاتمة على الاستثمار في بلادنا وقد يجعل الآخرين من أبناء اليمن يترددون في الإقدام في على الاستثمار في الوطن, مع أن البلد في حاجة ماسة إلى كل "ريال" لإنقاذ الاقتصاد وإنعاش الوضع بشكل عام, كما أنه يخوف المستثمرين الأجانب والعرب من مغبة الاستثمار في اليمن, مما يفقدنا السمعة والثقة..
فمن كان منكم يحب هذا الوطن عليه بمساعدة هذا المستثمر المغشى الذي استثمروه في المشارعة والدفاع عن نفسه وعن حقه وتم ابتزازه كثيراً, وقصته في الصحيفة بتاريخ 7 نوفمبر قصة حزينة وفيها عدة جرائم في وقت واحد وكأن الرجل استثمر في بلاد لا يسكنها سوى الوحوش.
نأمل أن يقف أمين العاصمة الأستاذ/ عبدالقادر هلال مع المستثمر المغشى حتى تظل الحديقة مفتوحة للصغار وأسرهم وتدور طائراتهم الورقية مع نسمات صنعاء الباردة وحتى تظل البسمة شاهدة على أجمل عمل يقوم به المغشى من أجل عيون الصغار ومن أجل سعادة كل ساكني أمانة العاصمة.. العشم كبير فيك يا هلال وفي كل الشرفاء الذين لا يرضون بالباطل.
عودة إلى "لماذا لا ألعب في ملاهي الصغار وألعابهم ولا أستحم مليان البانيو أو أبذر بالماء في وطني".. هاتان الهوايتان لا أمارسهما في اليمن, أولاً لأن عدد الملاهي وحدائق الألعاب قليلة جداً ومن العيب أن أشاركهم حتى في ردهانة واحدة لعلها تكفيهم ويستمتعون.. الشيء الآخر بلادنا تعاني من شحة المياه وبالتالي لا يمكنني اللعب بالماء أو أقوم بتعبئة البانيو مثلاً للاستحمام, فهناك في مكان ما بهذا البلد من لا يجد قطرة ماء أو أنه يتكبد المشاق ليحصل على (سطل) ماء وآخرون يشترون الماء بالوايت ولا يكفيهم..
أما في الدول التي أزورها أو زرتها كمصر والسودان والفلبين, هؤلاء لديهم نهر النيل العظيم يجري على طول البلاد وعرضها, ووفرة الماء تدعوك لتمارس كل الهوايات المائية والفلبين شبه جزيرة والكويت دولة صغيرة ومطلة على الخليج وتونس والمغرب و... إلخ, فهناك يحق لك أن تلعب كطفل بالماء حتى تتأكد أنك أصبحت سمكة.. وفي الجانب الآخر شاركت أطفال الصين والفلبين وتايلند ودبي في ألعابهم, لأنها كثيرة ومتنوعة وفيها تسلية.. وأخيراً لأنني وأنا صغيرة لم ألعب بمثل هذه الألعاب الجميلة.. عرفتم لماذا؟.
محاسن الحواتي
المستثمر الذي استثمروه!! 1950