;
هشام عمران
هشام عمران

همسة عتاب... 1362

2013-11-17 15:14:57


عتبي عليك خنقتني الوحدة.. فظللت أتحسس أخاً في الله فما أوحش الطريق إن لم يكن هناك رفيق وأنيس!.. وجاءت اللحظة التي التقيت فيها بأخ أهداه لي ربي نعمة.. فأحسست بمذاق الأخوة, كيف لا وقد مضينا قدما نحمل الأحزان وهمنا رضا الرحمن تشاركنا أمانينا بصدق وإيثار وحب واحترام ذقنا حلاوة الطاعة عندما تعلمنا أن دارنا مقر فناء وتعلمنا أن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.. فإن غبت عنه افتقدني وإن تنكر الزمان واساني.. ينتقي أطيب الكلام ليشجعني!!.. لم نخش شيئاً, لم نخش العقبات فالقراءان قائدنا!. عشنا أسعد لحظات العمر! وعشنا أجمل ساعات العمر! حين لم تعادلها ساعات!.. وذات يوم ساقني شوقي لرؤية أخي وكيف لا أشتاق ومعه أسبح في ذكر الله؟!...فذهبت إليه ووجدت وجهه يشرق بابتسامة حارة ملكت حرارتها شعوري تتزين بإكليل الإخاء فاقتربت منه وصافحته ثم جلست بجواره أتجاذب معه أطراف الحديث وفجأة أخطأت في معاملتي معه فجفوت عليه دون أن اقصد.. فصرعني بالعتاب ثم تولى عني وتركني فتبعته وأوقفته لكن لم يسمع مني.. عدت إلى المنزل وإني لأجد نيرانا في قلبي مما حدث فقد أغضبت أخي ثم هرعت إليه فوجدته في منزله مددت يدي لمصافحته فمد يده ولكن سرعان ما نزعها وتنحى جانبا تحدثت معه فأتبعني بالظنون وأخبرني بما يضمره في قلبه مني وأنه صبر على جرحي له عجبت كثيرا وسكت ولم أسكت إلا لأن العبرة خنقتني!!..

فآه لو تدري بحزني والتياعي حين قالوا أشرقت شمس الوداعي.. فكان سبب الفراق وعدم النصيحة بل كبت المشاعر والهموم وهكذا مرت الأيام وأزداد الخلاف وأعقبه سوء المعاملة!!.. فيامن سار في دربي همسة عتاب إليك ولا أقصد جرحك وأعلم اني قد أختلف معك في بعض الأمور لكن الاختلاف معك في أننا مسلمين واعيين لا نجعل مجرد الخلاف يقلب الأمور لابد لنا أن نتعامل مع هذا الخلاف ولا بدلنا من الحكم على الشيء بحسن نية.. فيا مرآة نفسي يخطئ الإنسان ولابد أن يرشد إلى خطأه ولا يكون ذلك إلا من أخ محب يخاف عليه الاستمرار في الخطأ, هكذا أريدك فإن استمريت في الخطأ فالهجران هو السبيل وليس الترك نهائيا أنه ليس الهجران الذي اعتاده الناس من الهجران الجاف الجارح, بل هو هجران مؤقت بثلاثة أيام امتزج بخوفي على أخي امتزج بالسؤال عن حال أخي.. فلا يخل هذا الهجران من حقوق المسلم على المسلم فان رأيتك ابتسم لي فابتسامتك في وجهي صدقة, ولرب ابتسامة يفعمها الإخلاص لتفعل فعل السحر, فجرب ذلك فلا يمنعك هجرك من أن توجه لي النصيحة ولا يمنعك البعد عني أن تتذكرني في الطريق ولو بنظرة من عينيك فليس معنى الخلاف أن تنسى كيف يتعامل الأخ مع أخيه..

فيا أخي لا أدري هل كلما أسسناه تهدم أم كل ما بنيناه ينهار؟!. ما أسرع ما نسيت تلك الأيام التي عشناها سويا تشاركنا فيها أمانينا بصدق وإيثار وحب واحترامي أنني أخوك الذي لم تجمعني بك إلا رابطة الأخوة.. أبعد ما ذقنا حلاوة الأخوة أنسانا الخلاف لذتها والعودة إلى أرجائها ونسائمها؟...فعتبي عليك: أجعلت الشيطان يحول بيننا ولرب نظرة مني ومنك تعيد المياه إلى مجاريها...عتبي عليك: أنسفت كل ما بنيناه من مجد ومواقف.. عتبي عليك يامن سار في دربي كان لي أمل بعد الله...عتبي عليك حينما تذكرت العثرات ولم تغفرها لي!.. عتبي عليك حينما لم تنصحني عتبي عليك وسامحك الله.. لكن ما زلت أبحث في وجوه الناس عن بعض الإخوان والأصحاب يقفوا معي في الأزمان كشم الجبال أبحث عن أخ في دهاليز الكون أخ تجمعني به المحبة والأخوة في الله.. وإن ضايقته سامحني يبتغي بذلك الأجر من الله وإن أخطأت عاتبني.. وكان العتاب بالحسنى من لي بأخ اجتمع معه على طاعة الله.. وإن تفرقنا فعلى التواصي منا فيكون شريك أيامي وأنس أحزاني!.. أمنيتي حينئذ أن أستظل معه تحت عرش الرحمن من لي بأخ منهم الثقة ومحمود الخصال من لي به يا قوم إن هموم وجداني ثقال.

همسة عتاب لكل أخوين تعاهدا على السير في الطريق: ثق أخي بأخيك ولا تجعل الشيطان في عون أخيك ثق أخي بأخيك ولا تجعل الخلافات تحول بينك وبين أخيك ولا تجعل الظنون تخوفك من أخيك وعش مع أخيك لرضى الله ولا تنشغلا إلا بحبه وذكره.. أمسك بيد أخيك ولا تتركه في قارعة الطريق فليس للأخوة حدود وليس لها أمد تنتهي عنده.. تذكر الحشر الناس في عرصات يوم القيامة يهرعون من أهواله وأنت وأخوك برحمة الله في ضل عرش الرحمن لا ليس هذا فحسب, فلن يفرق بين الأخوين في الجنة إخواناً على سرر متقابلين فما أجملها من لحظة أدخلت في القلب الأمان فأخوك سيظل معك وبجوارك, فليست الأخوة عوداً يضرب به ليتسلى به الآخرون وليست الأخوة أوتاراً ومشاعر متى شئنا قطعناها وليست هوى يتبع.. فأخي من يقاسمني آلامي ويشاركني أحزاني وأفراحي رفيق يشد على أيدي يعينني على طاعة الله رفيق لا يتركني في قارعة الطريق, بل يصبرني على ذكر الله وأصبره على طاعة الله.. يضمد جرحي ويمسح دمعي (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه).. وبعد أخي ما زلت بعيداً.. أين ساجدك؟.. إن عيوني مازالت تبحث عنك بين الناس وترقبك فلا تجدك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

سيف محمد الحاضري

2024-11-17 01:32:44

التساؤلات المؤلمة

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد