في اليمن فقـط ولك الله يــا وطني, كثُرت المسميــات السياسية والاجتماعية والحقوقية خصوصـاً بعد ثـورة الربيع الشبـابي الذي أوجد أرضية خصبة لانتشار هذه الظواهر الوهمية منهـا والحزبية وأرداهـا سلبــاً القبلية.
سوف أتناول هنـا أحد هذه المسميـات وهى التي ما بات يُعـرف عنهـا وهمـاً بالمنظمات الحقوقية وأخواتها المجرورة لفظاً بالنــاشطين والناشطات, كثُـرت هذه المسميات الحقوقية الورقية وغابت في الواقـع حضـوراً وفعـل.. فبلا قيـود مقيـدة بالذات الشخصـي الأنـا, وبلا حدود مصفدة بالـولاء لمن يمول ويدفع ويعـد برنامج ظهـوري على شاشـة نحاسية, وأخريات وهن أسماء كُثر " تابعـات إما للزعيـم وربمـا للشيـخ وما بين هـذا وذاك "ممولات بهـارات ومكسـرات".. أما المُصيبة الكبرى فهي أن معظم هذه المنظمات والناشطين تجدها على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "صفحـات" تتسـول التعليق والإعجـاب ولا تجده في غالب الأحيان.
عموماً أنا لستُ ضد هذه المسميات إلا لوهميتهـا في الواقع المعاش وملامسة جوهر الهدف منها في متابعة القضايا الحقوقية وما أكثرهـا ألماً على المواطن اليمني في الداخل والخارج, علماً أن مفهـوم منظمات وناشطين حقوقيـين في الغـرب وأمريكا أصبحت اليوم تمثل نصف القرار السياسي للدول وصار حضورها فاعلاً في كل القضايا ومنهـا حتى الانتصار لقضايا وحقوق المواطنين العرب خارج حدودهـا ومن استحقت أن يُطلق عليها منظمات حقوقيـة وناشطون بلا حدود كاستحقـاق للفعل والحضور.
وعليه فإنني هنـا لستُ ملاماً عندما أطلق على مثل هذا النوع من المنظمات والناشطين في بلانـا بــ " الظواهر" الموسمية والأسماء الوهمية التي تبحث عن الشهـرة الشخصية والمكسب المادي أولاً وما بعد آخـراً.. وهنا أتمنى من مثل هذه الظواهر في وطني أن تثبت لي العكس وأخص هنا منظمة صحفيات وناشطين بلا قيود الحائزة على جائزة عالمية, ما الإنجاز الأحادي الذي يمكن أن يُنسب لها؟.. سجون المشايخ السردابية تكتظ بالمواطنين الأبرياء ومعتقلات الحكومة تشكو ضيق النُــزلاء وجوانتانامو الزُعمـاء مسكن أبدية للمخفيين قسـرياً.. هل نججت هذه المنظمة حتى بفك قيودها؟, وهل هناك حالة انتصرت لها في هذا الكم المتراكم على الإنسان اليمني؟..
إن كانت الإجابة نعم, فالشـاهد في الواقع ينفـي نعم ويستشهـد بالحقيقة المُثـلى, ليكن الحضور فاعلاً والهدف مقدساً والغاية وطنيـة.. أما بالنسبة لناشطين بلا حدود فلكم من المواطن اليمني خارج الحدود باقـات من الوهم وأكياس القات الحيمي والسحـولي مكافأة لأسمائكم المنتشـرة في المواقع النكـرة في الواقع.. أين أنتم من ما يحدث خارج الحدود خلف الجدار الإسمنتي والأسلاك القاتلة؟..
كثير هم المواطنون اليمنيون الموتى سريرياً في السجون والمعتقلات السعودية صدرت بحقهم "أحكام وفتـاوى تُجسد المعنى الحقيقي للظلم وتُعبر عن ذروة الكراهية وبشاعة" المظلـومية.. ونحن هنا لا نطالبكم بجلد أنفسكم كما يفعل سخفاً أولئك المنتصرون لمظلومية الحسين رضي الله عنه, ولا أرضاهم, بل نأمل أن يكون لكم صوت في الانتصـار لقضايا حقيقية يلامسها المواطن خارج الحدود.. على سبيل المثال فقط قضية المواطن اليمني/ محمد أحمد عبده الجماعي من محافظة إب تعرض للنصب من قبل عصابة سعودية "غسيل أموال" حكم عليه بالسجن ودفع المبلغ دون أي استئنـاف, رغم أن العصابة موجودة وأحد أفرادها مقبوض عليه ولدينا جميع الوثائق المادية والإعلامية ومثله الآلاف من اليمنييـن, فهل أنتم منتصرون في مخاطبة المنظمات الحقوقية الأوروبية كي تنتصر لمسمياتكم أولاً وتثير قضايا الظلم الذي يتعرض له المواطن اليمني في الشقيقة الجارة كي تثبتـوا وجودكم إن صح التعبيـر؟.
طبعاً نحن نخاطبكم هنا وعبر وسـائل الإعلام وفي مقدمتها منبر الحرية ومحراب الحقيقـة صحيفة "أخبار اليوم" كصحيفة ذات مساحة تغطي مساحة الوطن, نخاطبكم كمنظمات مدنية وناشطين حقوقيين, بعضكم على سبيل المجــازفة حصل على شهادات وجوائز عربية ودولية, ولا نخاطب وزارة حقوق الإنسان اليمنية لأنهـا وبكل بساطة وسخرية جزء من الحكومة لم تنتصـر لسيادتها.
صحفيات وناشطــون بلا قيود, منظمات وناشطــون بلا حدود: "هذه القضايا الحقوقية أمامكم" سجون, معتقلات, سجناء, مخفيين قسرياً, سجناء خارج الحدود, فماذا أنتم فاعلون؟, هل ستكونون أنتم والحكومة راقصون على رؤوس القضايا الحقوقية والإنسانية تزايدون على أصحابها وتستغلون الفوضى لتكون جزءاً سلبياً منهـا؟.. أقول هنـا والشـاهد أنتم حقاً.
إن منظماتنا الحقوقية في اليمن شبيهة بمنظمات الجامعة العربية ومولدة تحمل هويتهـا الوهميـة, فمن شــابه مرضعته الهوان فمـا انتصر!.. منظمات وهمية وناشطـون بلا وجود مازلنا نتوسم فيكم لعل وعسى يوخزكم المقـال ويحرجكم السـؤال فتنتصروا على القيود وتلامسوا معنى الوجود.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
منظمات وهمية وناشطون بلا وجود 2643