للنوم أثر كبير في صحة الوليد ونمو الطفل, فبه يكسب الجسم فرصة اكتناز المواد المحترقة والعناصر الضرورية لتطويره وتشتد حاجة الطفل إلى النوم مثلما يحتاج إلى الطعام وتبعاً لصغر سنه وتنخفض نسبتها كلما كبر, فالوليد ينام ثلثي وقته ويتكرر نومه خمس مرات في اليوم, فإذا ما اجتاز شهوره الأولى إلى مرحلة الطفولة, انخفض نومه إلى نصفه.
وتلاحظ الأمهات المرضعات أن الوليد ينام على ثدي أمه بعد الرضاعة وقد ينام خلالها وفي هذه الحالة يجدر بالمرضعة أن تدغدغ عنقه وتدلكه من تحت فكيه لتثير رغبته في الرضاعة.. ومن الأطفال من يستغرق في نوم عميق يستمر أكثر من ثلاث ساعات, فيجب حينئذ إيقاظه لتناول وجبته في موعدها.
وللنوم علاقة كبرى بصحة الطفل فحين يكون سليم الجسم لا يشكو علة أو مرضاً فإنه لا يستيقظ ليلاً سوى مرة أو مرتين, أما إذا تعدد أرقه أو جفاه النوم ولازمه البكاء فثمة ألم يشكو منه يتحتم تقصيه والكشف عن بواعثه.
ومن المعلوم أن صراخ الوليد وبكاءه هما التعبير الوحيد عن ألمه وشكواه, فعلى الأم أن تتعرف السبب فوراً, فقد يكون الجوع أو الألم مما يحدثه البول أو البراز من احتكاك بجلده الطري, وقد يكون الضيق من حزام أو قماط أو تكتل البودرة بين فخذيه حين تشربها البول, فإذا ما أسقطت هذه الأسباب جميعاً ولم تجد الوالدة ما يبرر بكاء طفلها فعليها حمله بين اليدين ومناغاته وملاعبته مدة قصيرة, وليس من ضرر عليه, وعليها تجاهله وعدم الاكتراث لبكائه كي يقلع عن عادة البكاء بدون سبب.
ونود تنبيه كل أم أن تقمط الطفل لا يقصد منه سوى وقايته أذى البرد أو سوء التلوث وقد يكون فيه ضرر على الطفل لأنه يعيق نمو أعضائه ويشوه معالم جسمه ويسبب له ضيقا في التنفس وعسراً في الهضم ويرجع سبب ذلك الضرر لجهل الأم بالطرق الصحيحة لتقميط الطفل.
ويجدر بالأمهات أن يتخيرن ملابس الطفل وخاصة الداخلية والتي يجب أن تكون من الكتان اللين أو القطن أو تكون من البساطة وخالية من الانثناءات أو الالتواءات والأزرار, لأنها تضغط جسم الطفل وتؤذيه.. ومن الضروري أن ينام الطفل وحيداً في سريره أو في فراشه عندما يكون بعيداً عن الثدي, ويستحسن أن يكون سرير الطفل ثابتاً غير هزاز, لئلا يعتاد الطفل على هذه الطريقة المضنية.
إن تطبيق هذه الوصايا الصحيحة في حياة الطفل كفيلة بإسعاده في صحته ونومه, أما إذا لازمه البكاء رغم تطبيقها فمن الواجب عرضه على الطبيب لاستقصاء السبب والتعرف إليه, فقد يكون الطفل حينئذ مصاباً بمغص عصوي أو غازات بطنية ويمكن إسعافه بقليل من البانوج أو اليانوسون وكلاهما يساعدان على تسكين ألم وطرد الغازات من بطنه.. وقد تستخدم المفاطس الفاترة للنصف الأسفل من جسم الطفل وسيلة تعني في نوم الطفل.. والطفل صفحة بيضاء نقية يمكن للوالدة أو المربية أن تخط عليها ما شاءت, فيعود الطفل العادات التي تريد وما أكثر استعداد الطفل للتطبع وقبول العادات.
وأخيراً يجب تعويد الوليد على النوم من ثلاث إلى أربع مرات في النهار فضلاً عن الليل, فإذا بلغ شهره الثاني عشر فيعود على النوم مرتين فقط يومياً وإذا بلغ السنة الثانية من عمره فيجب تعويده على النوم مرة واحدة لا تقل عن ساعتين نهاراَ شريطة أن يقضي الليل بكامله نائماً.
ولكي نجعل نوم الطفل هادئاً يجب تنظيم حياته وطعامه على أن يكون عشاءه خفيفاً وعدم إعطاء الطفل السوائل بكثرة قبل النوم كالبطيخ والماء والشوربة لأن تلك المواد تسبب لهم تعرقاً زائداً وإدراراً في البول.. وبهذه النصائح نضمن للطفل نوماً هادئاً وأحلاماً وردية غير مزعجة تضفي على جسمه صحة وعافية.
د.عبدالسلام الصلوي
كيف تستطيعين العناية بطفلك؟ 1306