لك الله أيها الوطن الجريح, فما أكثر ما ينالك من سهام أبنائك وما أشد ما تلقاه من عبث وجحود بعض ممن ينتمون إليك.. يحيكون الدسائس ولا يتورعون عن نهش جسدك المثخن بالجراح.. عليك تجمعت شرور العبث والجهل والانتقام فرحت تتلقى الضربات من كل حدب وصوب في مشهد معيب وغير مألوف في تاريخ الإنسانية جمعاء عبر العصور القديمة والحديثة على حد سواء.
وها هي أشكال وصنوف الجحود والنكران والتمادي على قدسيتك تتطور وتزداد احترافية يوماً بعد آخر دون أن تصحو ضمائر أولئك الناقمين والعابثين ولو للحظات بسيطة حتى تراجع بعضاً مما تقدم عليه من إجرام وفجور بحق الوطن وأبنائه المسالمين.. بات الاعتداء على المصالح العامة كأبراج الكهرباء وأنابيب النفط وشبكات المجاري أخباراً مألوفة وغير غريبة, لكن الفجور لم يتوقف عند هذا الحد, بل راح يستفحل ويزداد ضراوة وإصراراً على الضر في طريق الغي والضلال, وليس أدل على تواصل هذا المسلسل الأليم وتطوره المستمر من الحادثة التي اكتشفت الأسبوع الماضي في حي الجراف شمال العاصمة عندما قادت الصدفة وحدها إلى ضبط كميات من المبيدات الزراعية العالية الخطورة والمحظور تداولها دولياً وقد تم دفنها من قبل أحد التجار وسط حي شعبي وكأن حياة الناس لم تعد تعني شيئاً.. هذه المبيدات التي قال عنها مسؤولو وزارتي الزراعة والبيئة بأنها من أشد المواد خطراً على البيئة والإنسان وتحمل آثاراً بيئية مدمرة لا تزال حتى كتابة هذا المقال في الحفرة المضبوطة التي باتت تشكل خطراً محدقاً على حياة الناس في هذا الحي والأحياء المجاورة.. وهل بعد هذا العبث من عبث؟, وهل يلاقي أي بلد ما أصبح يلاقيه الوطن اليمني صباح مساء من قبل بعض أبنائه؟.. ألا يدعو ذلك حقاً للخجل؟!.
حمدي دوبلة
لك الله أيها الوطن 1284