إن أخطر شيء على الأمة ووحدتها وسلمها الاجتماعي هم الذين يرسمون صورة ذهنية مسبقة وأحكاماً مسبقة سلبية أو إيجابية عن الأخرين أو حكماً مسبقاً على الآخرين باسم الدين أو اللبرالية أو القومجية أو أي مسمى أخر، ولا يريدون أن يحيدوا عن ذلك..
وقد يرى بعض هؤلاء أنهم على الحق والهدى، وغيرهم على الضلال وبدون علم وفهم وحوار ولا تبين ولا بحث ولا إقامة الحجة والبرهان والإتيان بالأدلة ومناقشتها موضوعياً وواقعياً، فهؤلاء هم وقود الحركات المتطرفة المسلحة وأدوات إجرام العسكرين القتلة ،والمستحلين المرتزقة ،وأدوات لقتل المختلف معهم ،وهؤلاء هم أبواب ونوافذ لدخول أفكار أعداء الأمة داخليا وخارجيا ،وهنا ندرك أهمية تعلم وفهم التجرد من الأحكام المسبقة والتعصب لها ،وأهمية وضع مبدأ الشك في كل شيء يعرض علينا مبدئياً كمبدأ إسلامي شرعي، وهذا ما أمرنا الله فقال: "ولا تقف ما ليس لك به علم" وقال" ...فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"..
فلا بد ديناً وشرعاً وواقعاً من مراجعة الذات الجماعية والفردية بما تحمله من أحكام مسبقة على الأفكار والأشخاص والأشياء، ولا نحكم أحكاماً نهائية بالجنة والنار على احد من المسلمين و نترك هذا لله عالم السر واخفى ولا نحكم قطعياً على احد بأنه على الهدى أو على الضلال.. والله الموفق..
محمد سيف عبدالله
المراجعة الذاتية والتجرد عن التعصب.. مبدأ إسلامي 1495