الحالات التي تستدعي نقل أحد مكونات الدم:
قد يحتاج المريض إلى نقل أحد مكونات الدم، كما يحدث في الحالات التالية:
-كرات الدم الحمراء المكدسة! وتكون الحاجة إليها في حالات فقر الدم الحادة الناتجة عن تكسير الكريات الدموية وعادة ما يكون المريض طفلاً صغيراً أو شاباً يافعاً اكتسب المرض بالوراثة، وتحدث له نوبات حادة تكسر كرات الدم فتسوء حالته العامة ويصبح في حالة خطيرة علاجها الوحيد هو تعويض المريض بالخلايا الدموية الحمراء المكدسة التي تعمل وبسرعة في تحسين حالة الطفل.
- كرات الدم البيضاء: وتستخدم في حالات نقص الكرات الدموية البيضاء مما يجعل المريض يفشل في مواجهة أي التهاب أو عدوى..
- الصفائح الدموية: وهي تلعب دوراً هاماً في حالة النزيف الناتجة عن قلة عدد الصفائح الدموية أو وجود خلل في وظائفها لدى المريض ويكون إعطاء صفائح دموية هو السبيل الوحيد لإيقاف النزيف ولا بديل لذلك.
- البلازما: وتستخدم في حالات النزيف كتعويض لبعض عوامل التجلط إلى جانب استخدامها الضروري في حالات الحروق بدرجاتها المختلفة، كما تستخدم مكونات الدم كل على حدة أو مجتمعة في حالة فشل أو قصور النخاع العظمي الذي يقوم بإنتاج خلايا الدم.
توافق أن تطابق فصيلة المريض والمتبرع غاية في الأهمية: فلا يمكن نقل الدم أو أحد مكوناته إلا بشرط تطابق (توافق) فصيلة دم المريض مع فصيلة دم المتبرع، حيث توجد أربع فصائل رئيسة في الدم هي (أ، ب، أب، و،- A. B. AB. O)كما أن هذه الفصائل بدورها تنقسم كل منها إلى فصيلتين اعتماداً على وجود أو انعدام عامل متعارف عليه يسمى عامل الـ RH فتسمى الفصيلة موجبة إذا وجد العامل وسالبة إذا لم يوجد، ولهذا العامل أهمية خاصة عند نقل الدم، وعندما تكون فصيلة دم الأم الحامل سالبة وترزق بطفل فصيلته موجبة.
التأكد من القدرة على التبرع: تجرى على المتبرع بالدم الفحوصات الطبية والمخبرية اللازمة للتأكد من أنه سليم البنية، ويتمتع بصحة جيدة وخالياً من الأمراض أهمها:
1-مرض فقدان المناعة المكتسب (الأيدز) HIV
2- مرض الزهري (المغلس) Syphlis
3- مرض التهاب الكبد الفيروسي -b,c( HbsAg- Hcv)
4- مرض الملاريا malaria
هذه الأمراض يتم تشخيصها مخبرياً بطرق حديثة ودقيقة وسرعة وذلك حرصاً على صحة وسلامة المريض أولاً والمتبرع بالدم ثانياً، كما يشترط أن لا تقل الفترة التي أمضاها المتبرع بعد أخر تبرع له عن ثمانية أسابيع والكمية التي تؤخذ من المتبرع والمتفق عليها دولياً لا تؤثر على صحته أو نشاطاته اليومية وهي في حدود (500 مل أي 1/2 لتر) بل على العكس فإنها تنشط وتعيد تجديد خلايا الدم لدى المتبرعة، حيث يقوم الجسم بتعويضها مباشرة بطرق معقدة لا مجال للإطالة في شرحها.
نستخلص من هذا كله أن التبرع بالدم واجب ديني، ووطني وإنساني، وأخوي، نظراً لأهميته الحيوية بالنسبة للمرض، وضرورة توافره بكيمات كافية في بنوك الدم والمستشفيات الحكومية والخاصة، بحيث يتمكن الطبيب من الحصول عليه أو على إحدى مكوناته وقت الحاجة وهو عادة ما يكون وقتاً حرجاً تكون فيه الدقيقة من الأهمية بمكان عندما يكون الأمر هو إنقاذ الأرواح.
وفي النهاية لنا أن نتصور فداح الخطورة لعدم توافر الدم في الحالات الحرجة، وربما تكون الحياة التي نحاول إنقاذها في المرة القادمة بالدم هي حياتك أنت أو أحد أفراد أسرتك- لا قدر الله.. إن إنقاذ حياة أخيك تعتمد على بضع قطرات من دمك، فسارع أخي المواطن- أختي المواطنة، إلى أقرب مركز تبرع بالدم لإعطاء قطرات من دمك..
د.عبدالسلام الصلوي
التبرع بالدم.. لماذا؟! (2-2) 2103