ما أعتقده, وفي رأيي أنه يعود إلى عدة أسباب, منها:
أولاً: الغرب أو ما يسمى بالعالم الحر ينظر إلى العالم العربي والإسلامي على أنه لا يصلح لممارسة الديمقراطية, بحسب تصريحات الكثير من السياسيين والمفكرين الغربيين, أو هو ما أرادوه ليبقى عبارة عن خزان للمواد الخام فقط التي تغذي الاقتصاد الغربي.
ثانياً: لمعرفة الغرب أن إعطاء العرب والمسلمين الفرصة لممارسة الديمقراطية ستفضي إلى بروز حركات الإسلام السياسي إلى الواجهة وأنظمة لا يرغب الغرب في وجودها, وهو ما حدث فعلاً في دول الربيع العربي.
ثالثاً: من المعروف أن الغرب وصل إلى قناعة في التعامل بالآليات الديمقراطية في بلاده بعد أن خسر الملايين من البشر حصدتهم آلات الحرب الجهنمية التي ابتكروها هم, وأيقن في النهاية أنه لا يمكن أن يستمر في هكذا طريق إلى ما لا نهاية, لكن هذا ليس مطلوباً في بلاد العرب والمسلمين, لذلك هم من أوجد هذه الأنظمة ورعاها ووفر لها مناخ الحياة الآمن وتعامل معها.
رابعاً: أعتقد أنه ليس مفروضاً علينا أن نستخدم آليات الديمقراطية الغربية في بلادنا لنحقق العدالة الاجتماعية والاستقرار السياسي والتداول السلمي للسلطة, وبالتالي تحقيق الرفاه الاقتصادي والاستقرار والأمن, لأننا نملك منظومة متكاملة من القيم والتراث الفكري والثقافي والحضاري والتجارب التي تمكننا من تحقيق كل ذلك داخل منظومتنا التشريعية الإسلامية دون الحاجة إلى المزيد من ديمقراطية الغرب, بل الذي اتضح هو العكس تماماً وهو حاجة الغرب إلى موروثنا الحضاري والقيمي لحل مشاكله الاقتصادية والاجتماعية, وبالتالي السياسية, وهو ما لجأت اليه اليوم بعض دول الغرب في اعتماد أسلوب الاقتصاد الإسلامي لحل مشكلة الأزمات الاقتصادية التي تواجهها بلدانها.
إننا على يقين بأن شعوب أمتنا على موعد قريب لتنتقل إلى وضع حضاري آخر, وهو ما تدركه جيداً دول الغرب وأمريكا, لذلك فهي تعمل على وضع العصي في دواليب هذا الانتقال الحضاري لتأخيره, فهي تدرك أنها لا تستطيع إيقافه وأنه قادم لا محالة.. كما أعتقد أيضاً أن ما يحدث في دول الربيع العربي هو ثمرة سكوت الأمة الطويل عن ما تعرضت له من ظلم وطغيان وتغريب, وهي ضريبة تدفعها الأمة وليل سينجلي عما قريب بإذن الله.
محمد سيف عبدالله
أسباب فشل التحول الديمقراطي في دول الربيع 2108