يتبقى أمام الجهات المعنية أن تدرك حجم المؤامرة وتعلن حالة الطوارئ القصوى تجاه ما يحاك ويخطط للتآمر على الوطن وعلى الشعب وبنموذج التوافق المستنسخ وبأوراق ملفات القوى والجماعات الممولة والمدعومة فكرياً وجغرافياً ونفوذياً وعلى حساب الشعب والوطن.. فمن هذا المنطلق ينبغي على عقلاء الدين والسياسة وخاصة في قيادة الدولة وفي قيادة مؤتمر الحوار أن يستشعروا المسؤولية التاريخية والوطنية أمام الله والشعب والوطن وأن يدركوا تلك المماطلات والمخططات الداخلية والخارجية التي تسعى جاهدة إلى تشظي الوطن جغرافيا وفكريا وتحت مسميات التوافق والتقارب وتلبية المطالب الفردية والنفوذية وتحت مظلة الحوار أو التحاور, فالأهداف المرسومة والمخطط لها من الخارج لا ينفع معها التدليل ولا تجزي معها المناورات ولا تتوافق معها الحوارات.. فهناك أهداف وثوابت يجب أن يتم البت فيها والوقوف أمامها وبقوة وتفويت الفرصة أمام الوسطاء وأمام النفوذ الخارجي المصمم على أن يكون حريصاً ووصياً وممثلا عن تلك القضايا المطروحة في الشارع اليمني, فمثل هذه المفارقات تشير إلى أن هناك ملابسات وعدم وجود قناعة حقيقية عند البعض.. فمهما طال الحوار أو قصر فالمشكلة تبدو واضحة تماماً, فالبعض يتحفظ ليرى ويتعرف على نصيبه من الكعكة وبشرط أن تكون المساومات يداً بيد وعليها ضمانات.. والبعض يحاول جاهدا تفريغ وتعطيل محتوى الحوار من أساسه.. والبعض يلهث وراء تحقيق أهداف التغيير المنشود الذي خرج الشعب من أجله..
فمن هذه المعطيات يتوجب على قيادة الدولة أن تمسك بزمام الأمور وتنفذ ما توافق عليه وتعيد المشورة للشعب ما اختلف عليه.. أما بالنسبة للقضايا العالقة والمتعثرة والمقصودة التي يتباكى عليا البعض وهي في إطار الوضع والشارع.. مثل ذلك يتوجب على القيادة أن تبت في حلها وحسمها لما فيه المصلحة الوطنية اليمنية العليا.. فالحوار وجد وأسس لحل الخلاف وللتوافق وللتقارب وللتعاون وللمشاركة في بناء اليمن الجديد ونزع فتيل الاستقصاء والاستيلاء وإعادة لحمة النسيج اليمني الواحد.. وليس وجود الحوار للاختلاف والتشظي والتباعد والتقاسم والمساومة والتنازل عن الثوابت الوطنية والتخلي عن الإرادة الشعبية.. فالوضع فقط يتطلب اتخاذ قرارات شجاعة وحاسمة وقاصمة تقطع الشك باليقين وتنتصر للشعب وللوطن الواحد بعيداً عن التدليل والمساومة والدفع المسبق للبعض حتى يرضوا ويشفقوا على الشعب والوطن والوحدة والكرامة.. فالحوار يا سيادة الرئيس وسيلة وليست غاية, فالشعب والدول الداعمة ينتظرون قراراتك ومصادقاتك ومقترحاتك, فأنت الحكم وأنت المسؤول الأول الذي يجب أن يلتف كل الشعب وكل الوطن وكل العالم حول قراراتك ومقترحاتك, فالمشهد اليوم يتجه عند أولئك المعرقلين إلى فتح مشهد الاغتيالات والمواجهات وتعطيل المصلحة العامة وخلط الأوراق, فلم يتبق إلا القليل والبسيط, فالقليل هو حسم الوضع يمنيا ووطنيا ووحدويا وشعبيا, والبسيط هو سرعه حل العوائق وتنفيذ الحلول التي تتعذر بها بعض القوى في إطار الوطن والشعب والمصلحة العامة.. هنالك لا تنفع معذرة الذين نافقوا وابتاعوا واشتروا وأباحوا حرمة وكرامة وسيادة اليمن الجديد.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
الفرصة الأخيرة!! 1357