دخل قانون التظاهر حيز التنفيذ والذي قامت بإعداده شخصيات مصرية معادية للشعب المصري لما عرف عنها من حقدها الدفين والشديد للهوية الحقيقية لأبناء مصر، والعجيب المقزز أن يسند تشكيل مثل هذه المواد لمثل هذه الجهات المشبوهة داخل المجتمع المصري.

اليوم بتشريع وتسريع هذا القانون.. مصر تمر بمرحلة على إثرها أصبحت أوراق التوت تتساقط بشكل فظيع على غير عادتها والوجه القبيح لمصر بدأ في الظهور بعد إجراء عمليات التجميل التي اتضح للجميع أنها لا تستطيع مقاومة عوامل التعرية من شمس وريح وغيرها، بل لقد حفرت فيها مثل هذه الأحوال أخاديد بارزة لم يستطع معها الإنقلابيون من ترقيعها، نظراً للوجه البشع التي تركتها مثل هذه المساحيق الواهية ، طبعاً مع ما يوصف به وجه الانقلاب من بشاعة وقبح أصلاً .

نحن إذاً أمام وجه كالح فيه من القبح ما جعل الكثير من المصريين ممن كانوا صامتين يخرجون عن صمتهم على هذه التشريعات التجميلية التي أراد منها الإنقلابيون أن يحفظوا وجوههم أمام موجات التعرية التي يعاني منها الإنقلابيون

وهذا الوجه القبيح يذكرنا اليوم بقصيدة صلاح عبد الصبور الشهيرة "عودة ذي الوجه الكئيب" التي ضمنها ديوانه (الناس في بلادي) سنة 1957.. رأيت أنها تنطبق تماماً على الإنقلابيين وعلى رأسهم الفريق أول عبدالفتاح السيسي- قائد الانقلاب- والتي يقول فيها:

هل عاد ذو الوجه الكئيب؟

ذو النظرة البكماء والأنفِ المقوّس والندوب

هل عاد ذو الظفر الخضيب

ذو المشيةِ التياهةِ الخيلاء تنقُرُ في الدروب

لحنًا من الإذلال والكذِبِ المرقّشِ والنعيب

ومدينتي معقودةُ الزّنارِ

عمياءَ ترقص في الظلام

ويصفر الدجال والقواد والقرّاد والحاوي الطروب

في عرس ذي الوجه الكئيب

ولفتة رائعة من الشاعر حين يقحم نوعاً من الكتاب غير المحترم في قصيدته هذه، فقد تناول ما يفعله كتاب الدبابة وصحفيو البيادة من ممارسات رخيصة ليتقربوا إلى صاحب الوجه الكئيب القبيح والمخضبة يده بالدماء والذي يمارس الإذلال والكذب والخداع.

أرى من وجهة نظري أن مصر مشكلتها التي نكبت بها أن من أبناءها نفر من كتاب الزور والدعارة الفكرية الذين طاب لهم ممارسة العهر الكتابي والإعلامي بأبشع صوره ، كيف لا يكونون كذلك وهم يسوغون ممارسات الطاغية بأخلاق الدجال الذي يطرب مشاهديه على وقع الدماء. وهم وحدهم الذين يستطيعون الكتابة لأن غيرهم من الشرفاء قد كمّم الطاغية أفواههم وحرمهم حق التعبير.

عندما تشاهد الإعلام المصري الذي أصبح انحرافه لا يحفى حتى على الأطفال كأنك أمام سلطة لا تصدق أنها انقلابية ، ولا تصدق أيضاً أن هناك حراكاً ما زال قائماً على الأرض يطالب بعودة الشرعية ، وما يزيد المشهد إثارة تلك الأبواق الناعقة التي لا تكل ولا تمل من الحديث عن هذا الانقلاب الذي يصفونه بالثورة، وعن أي ثورة يتحدثون - والدماء ما زالت تنزف - لست أعرف!.

ما أشبه الليلة بالبارحة؛ لدينا الآن آلاف من ممن يصفرون ويصفقون في عرس الطاغية الجديد الذي جاء بانقلاب عسكري دموي يوم 3/7/2013، إلى درجة أن وصل بواحدة منهم أن تعلن أنها تنتظر منه بعد أن تغزلت فيه أن يغمز لها بعينه وأنها تحت أمره ولا مانع لديها أن تكون جارية له.. إنه سفاح يعلن عن نفسه" طرفاه صحافة" تريد الزواج من بيادة قديمة مهترئة ولا يهمها أن يكون سفاحاً ، لأن ما حدث في 3/7/2013قد تجاوزوا بها كل شيء ويمكن تسميته بالانقلاب الذي لم يأتِ به أحد من قبل نظراً لأن الدماء التي تقصَّد الإنقلابيون إراقتها تلونت بالأطفال والنساء والرجال- خيرة أبناء مصر- وهم لعنة ستلاحق الذين أراقوها وداسوا عليها نظراً للإجرام ومستواه الذي وصلوا إليه.. فتباً لهم..