يشارف اليوم مؤتمر الحوار الوطني على الانتهاء من أعماله التي استمرت قرابة ثمانية أشهر, حاملاً معه أفكار أعضائه عن مستقبل اليمن الجديد الواعد بالنماء ومواكبة العصر الواحد والعشرين.. فنحن اليمنيون انتظرنا نجاح هذا المؤتمر بفارغ الصبر, لما لهذا المؤتمر من أهمية عظمى في تحول اليمن من يمن الفساد والإفساد والتمييز والحكم العشوائي والإرهاب والرشوة إلى يمن المحبة والتعايش والعدالة المتساوية والأمن والتنمية يمن القانون والدستور الخ.
نعم, هذا ما يريده الشعب وينتظره, يجب على أعضاء مؤتمر الحوار الوطني أن يعوا مسؤوليتهم الوطنية تجاه نجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي لن يرضى هذا الشعب له إلا بالنجاح وليس غير ذلك, فما عليكم أيها المتحاورون إلا أن تتناسوا انتمائكم الحزبي وأن تستحضروا في أذهانكم الانتماء الوطني لكي يدون لكم التاريخ هذا المنجز العظيم الذي أنجزتموه بكل حنكة, فإما أن تكونوا صناعاً للمجد وإما شراعاً للفساد, واعتقد أنكم ستكونون يداً واحدة وفكراً وعقلاً واحداً لبناء اليمن, أما غير ذلك فإنه لا يوجد أحد يرضى لنفسه تاريخاً مسيئاً يصنعه بنفسه, فالتاريخ اليوم أيها المتحاورون بأيديكم وهذه هي فرصة من فرص العمر كي يدون تاريخكم في أذهان ومشاعر هذا الشعب العظيم, فهنيئاً لكم إن عملتم بإخلاص وتفانٍ من اجل الوطن فالفرصة أتت إليكم على طبق من ذهب فلا تضيعوها بأيديكم في مماحكات حزبية لا داعي لها في هذه الظروف الحرجة, فمصلحة الوطن والشعب فوق كل المصالح سواءً كانت حزبية أو فئوية أو شخصية, فمصلحة الوطن لا خلاف عليها..
ربما أن هناك بعض الشخصيات تنظر إلى مخرجات الحوار بمنظور شخصي وتعتقد أنها ستفقد مصالحها بمجرد انتهاء مؤتمر الحوار وتطبيق مخرجاته على الأرض.. لكننا نقول لهؤلاء: اكبروا بكبرياء هذا الوطن واتركوا هذه المصالح من أجل الوطن وأنا على يقين بأن هناك مصالح بديلة ستحل عن الأخرى هي بناء الدولة القوية التي ستتيح لهم الاستثمار في وطنهم بأمان دون اللجوء إلى بلدان أخرى.
اليوم شعبنا اليمني بحاجة ماسة إلى مخرجات الحوار دون تأخير وتمديد, يجب عليكم التوافق على مستقبل اليمن وأي قوى تسعى إلى عرقلة الحوار ما عليها إلا الكف عما تمارسه, فإن الشعب اليمني سيقف أمام هذه القوى المعرقلة, حيث أن هذه القوى ستشعر إذا ما استمرت في عرقلة مستقبل اليمن يوماً ما بالانعزالية دون مناصرين.. فعندما يشعر الشعب بأن هذه القوى انقلبت على المشاريع الوطنية وتسعى إلى هدمها, ما عليه إلا التخلي والتجرد من هذه القوى والبحث عن البديل.. فلا داعي للانتحار السياسي, نصيحة أقدمها لهذه الشخصيات, فاليوم غير الأمس والوقت تغير والعالم أصبح قرية واحدة, فلا مجال للمغالطة والكيد السياسي والأزمات المتلاحقة بهذا الشعب منذ 50عاماً جعلته يعرف ويطلع على كل شيء, فهو الآن يعلم الصالح من المفسد, فلو سألت أحد الأشخاص العاديين في الشارع عن الوضع اليمني لأجابك بكل وضوح ومعرفة, فالناس اليوم أصبحت فلاسفة من كثرة المطالعة.
أخيراً ما يتمناه شعبنا اليمني هو أن يرى يمناً مفعماً بالخير والنماء والتقدم والأمن والعيش الكريم والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين كل شرائح المجتمع.. ندعو الله أن يولي علينا خيارنا, فلقد سئمنا من أشرارنا يارب.
صالح عبدالله المسوري
أيها المتحاورون الوطن أغلى من الحزب 1683