في ظاهرة صحية غريبة بدأت الأجهزة الأمنية في تعز بالتجاوب مع شكاوى مديرات مدارس البنات حول وقوف الشباب أمام المدارس أثناء فترة الظهيرة لمضايقة الفتيات والتحرش بهن.. هي استجابة مشكورة من قبل الأجهزة الأمنية التي يجب أن ترفع من جاهزيتها إلى أعلى مستوى ممكن في مرحلة حرجة من مراحلنا التاريخية على مستوى الاستقرار الوطني، لكننا نتمنى من أجهزة أمن المحافظة بتعييناتها الجديدة أن تتفاعل مع مجاميع المسلحين أمام كل حارة بذات الفاعلية, لأن هؤلاء المسلحين يشكلون مصدر خوف وقلق للسكان, خاصة وأنهم يتمترسون في مواقع حساسة وبطريقة غير ملفتة وغامضة.. لا نريد حملات أمنية استعراضية تجوب شوارع المحافظة ترهيباً وترغيباً، وإنما نريد أن نرى بأم أعيننا من تصادر صلاحياته المبنية على البلطجة والتحدي وأن يُعاقب كل من يعتقد أنه يستطيع أن يكون بمفرده دولة داخل دولة، وبالرغم من وجود الكثير من المغرر بهم أو المغلوبين على أمرهم مع هؤلاء, إلا أن الضبط الأمني يجب أن يطال الجميع, فلا يجب أن يقبل أي مبرر لاستخدام السلاح وانتهاج العنف وتحريض الناس على الفوضى.
إن من أبسط حقوق الرعية على الراعي تحقيق الأمن والسكينة ومعاقبة من يسعى للمساس بالسلم الاجتماعي، وكلما اتسعت رقعة المجتمع كلما زادت حاجته للمراقبة والضبط وتطبيق القوانين، وهذا في اعتقادي ما ينقص مجتمع تعز تحديداً, حيث ازدحمت المحافظة بالسكان وأصبحت بعض أجزائها الخارجية والداخلية خالية من وجود مراكز الشرطة، وأجهزة الأمن بمختلف صلاحياتها هي المسؤول الأول عن غرس سلطتها في كل مكان مهما كانت مساحته, وأعتقد أن حصتها من ميزانية الدولة تستطيع تحقيق ذلك، وعلى الأقل حتى يشعر المواطن أنه يعيش ضمن شبكة أمنية لا يمكن أن تفلت من خيوطها أي حركة عنف أو شغب.. ظاهرة صحية كتلك التي أشرنا إليها في رأس المقال يمكن أن تكون بداية جيدة لصفحة أمن تعز التي تشهد تعيينات جديدة نتمنى أن تكون لصالح الجميع.
ألطاف الأهدل
أمن تعز.. بداية جيدة 1295