نضع الشارات الحمراء في تعز تضامناً مع حملة (تعز بلا سلاح)، لكن يبدو أن الأمر لا يروق للبعض من المتفننين في سوق الخيانة والتبعية، الخضوع للشيطان، أحدهم يقول لزميلتي إلى جواري (عادنا با نلبسكم البدلة الحمراء)!، وكأنه صاحب حكم أو وصاية على هذا الشعب بأكمله..
فالخوف أو الحياء أو الشهامة لم يعد لها وجود عند هؤلاء.. وبالمقابل لم يعد لدينا أيضاً أي ذرة إكتراث لذلك السلاح الذي يحملونه لمواجهة أنفسهم قبل مواجهة الأخرين.
السلاح أصبح قضية تحملها أعمدة الصحف وتتناولها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كأبرز قضايا المرحلة، لكننا كمواطنين نشجع على بقائها دون أن نشعر، فحملات الأمن بين فترة وأخرى ونقاط التفتيش أيضاً لا تقوم بواجبها كما ينبغي، بل أننا نشك أحياناً بتعاونها وتسهيلها لمهمة تسريب السلاح إلى تعز لقلة اهتمام تلك اللجان وأفرادها بالتفاصيل المهنية التي من المفترض أن تمارسها مع كل من يدخل إلى تعز أو يخرج منها أو يسير على شوارعها.
الصورة قاتمة ومعالمها لا تحمل أي مضامين مبشرة، لكننا في تعز قد عقدنا النوايا على الوقوف في وجوه المخربين حتى يأتي الله بأمره، المسلحون في أكثر الأماكن ازدحاماً داخل تعز لم يكونوا بهذا الزخم إلا عندما صمت المواطنون وتوانوا عن تبليغ الجهات المختصة بمثل هذه التكتلات المثيرة للشك والريبة.
فما الذي يدفع بخمسة عشر مسلحاً للبقاء ضمن شقة صغيرة في مبنى آهل بالسكان؟! ما الذي يفعله هؤلاء؟! وهل يتبعون أحد مشائخ تعز مثلاً؟! وإذا كان الأمر كذلك فلم لا يوفر شيوخ تعز لحراسهم سكناً في بيوتهم؟... لقد سئمنا بقاء الحال على ما هو عليه وأصبح من واجب سلطتنا المحلية في تعز اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإيقاف هذه الظاهرة ومراقبة المستفيد منها وإدانته بخيانة الوطن والإفساد في الأرض وإقلاق السكينة العامة.
فمثل هؤلاء لا ينبغي تجاوزهم، خاصة وأن منهم مسؤولين في مواقع حكومة وتربوية ولجوءهم إلى استخدام هكذا وسيلة لإثبات وجودهم، يهدد منظومة القيم المجتمعية لدى الجيل الذي يرى فيهم قدوةً حسنة! ولكل من يبحث عن تفاصيل مثل هذه القصص الواقعية التواصل مع أقسام شرطة تعز التي عجزت عن أداء مهامها وقالت بالحرف الواحد: رُفعت الأقلام وجفت الصحف!.
ألطاف الأهدل
شارة حمراء! 1349