الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي اليهودي منذ 66سنه ولم يحدث أن قاموا بتفجيره بينما في محافظة صعده صورة أخرى ومفارقه عجيبة يظهر أنصار الله يفجرون بيت الله خلال 24 ساعة من الاحتلال الحوثي لمسجد كتاف ونشاهد في الأخبار أنصار الله يفجرون بيت الله حيث يجتمع الناس لأداء فرائض الله مجتمعين وإن ركعة واحدة يؤديها المسلمون في بيت من بيوت الله، جنباً إلى جنب، تغرس في نفوسهم من حقائق المساواة الإنسانية وموجبات الود والأخوة، ما لا تفعله عشرات من الكتب التي تدعو إلى المساواة وتتحدث عن فلسفة الإنسان المثالي ومن منطلق وغيره بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إقامة المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة بعمارة المسجد، معلناً بذلك أنه الركن الأول والدعامة الأولى لقيام هذا المجتمع، حتى إذا تمت عمارة المسجد وأقبل المسلمون إليه، شد رسول الله صلى عليه وسلم قلوب المسلمين في ظله، بنياط الأخوة في الله، فكان لهم من المسجد خير ضمانة لذلك، وأعظم ملاذ من مشاغل الدنيا وفتن الشهوات والأهواء بينما كانت معابد وصوامع اليهود، وكنائس النصارى قد شغلت جانباً من مجتمع تلك الأمم، وكانت رسالتها قائمة تؤتي أكلها في المجتمع إلى أن طالتها يد الطغيان وقبلها ضلال العباد والرهبان وهو ما أدى إلى انقلاب تلك الدور من منابع للخير تنير للناس الطريق إلى أوكار لأهل الفساد وموطن لأهل الأهواء, وعلى إثر ذلك أرسل الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بخاتم الرسالات وأكمل الديانات وأيسر التشريعات، أرسله بنور الإسلام والإيمان، الذي أتى على جميع الأديان فكان صالحاً لكل زمان ومكان، ولا يقبل عند الله سواه من سائر الأديان شع نور الإسلام في مكة فلم يكن للمسلمين إذ ذاك مقر صريحاً للعبادة بسبب ما كان من طغيان كفار قريش وجبروتهم، فكانت هجرة النبي إلى المدينة لينفلق بذلك فجر الإسلام، فما إن وصل إليها ونزل بقباء إلا وأمر ببناء مسجد قباء لتنطلق من حينه رسالة الإسلام فكان أول مسجد بني في الإسلام، ومن هنا جاءت أهمية المسجد كيف لا وكان بناؤه من أولويات اهتماماته صلى الله عليه وسلم ويأتي من أدوار المسجد أيضاً في التشاور؛ فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان يستشير أصحابه، وكان كثير من صور التشاور تتم في المسجد، ولا شك أن التشاور خاصة في الأمور المشكلة والمعضلة التي تمر بالناس في مسجدهم أو في حيهم لا شك أنه من أعظم ما يعود بالنفع على الناس, حتى يشعر المسلمون أن المسجد ليس للصلاة فقط وإنما المسجد يحل له مشكلته مع ابنه ويحلّ له مشكلته مع المدرسة ويحل له مشكلته مع جاره ويتشاور الناس لما ينفعهم، ويأتمرون جميعاً ليكونوا صفاً واحداً أمام ما يضرهم، ويلتقون جميعاً ليحث بعضهم بعضاً على ما ينفعهم، فهذه المشاورة لا شك أنها تجعل المسجد كالقلب النابض وكالجسم المتحرك المعمور بالحيوية فالمساجد بيوت الله سبحانه وتعالى ولمكانتها وفضلها ذكرها الله سبحانه في ثمان وعشرين آية من كتابه الكريم، وأضافها إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم ، فقال سبحانه : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) ورغب سبحانه في بنائها وعمارتها و أن عُمَّارها المؤمنون بالله واليوم الآخر قال تعالى : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) فالمساجد دور عبادة وذكر وتضرع وخضوع لله سبحانه ، ومواضع تسبيح ، وابتهال وتذلل بين يدي الله سبحانه ، ورغبة فيما عنده من الأجر الكبير ومقام تهجد ، وترتيل لكتاب الله وحفظ له ، وغوص وراء معانيه ، كما أخبر سبحانه أن تعطيل المسجد ، ومنع الناس من ذكر الله فيه ظلم ، قال تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ) ( لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ، وجعل القرآن الكريم الدفاع عن المساجد وحمايتها مطلباً من مطالب هذا الدين يشرع لأجله القتال في سبيله ، قال تعالى : ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا).
وقد قال القرطبي رحمه الله تعالى عن هذه الآية : أي لولا ما شرعه الله سبحانه وتعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما يبنيه أرباب الديانات من مواضع العبادات ، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة وليس هذا بغريب فالمساجد أحب البقاع إلى الله ، وهي قلعة الإيمان ومنطلق إعلان التوحيد لله سبحانه وتعالى ، فهي المدرسة التي خرجت الجيل الأول ، ولا زالت بحمد الله تخرج الأجيال ، وهي ميدان العلم والشورى والتعارف والتآلف ، إليها يرجع المسافر أول ما يصل إلى بلده شاكراً الله سلامة العودة مستفتحاً أعماله بعد العودة بالصلاة في المسجد إشعاراً بأهميته وتقديمه على المنزل تذكيرا بنعمة الله سبحانه وتوثيقا للرابطة القوية للمسجد مهما حاول الحوثيون تشويه رسالة المسجد ولذا تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أول عمل قام به بعد هجرته من مكة إلى المدينة بناء المسجد المسمى مسجد قباء ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : وكانت مواضع الأئمة ومجامع الأمة هي المساجد ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسس مسجده على التقوى ، ففيه الصلاة والقراءة والذكر وتأمير الأمراء وتعريف العرفاء ، وفيه يجتمع المسلمون عنده لما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم بينما يسعى الحوثيون لتشويه هذه المنارة منادين بالموت لأمريكا ومهما بلغ بنا البعض مبلغه فلن يستطيع أن يأتي بمبرر لهذى العمل الجبان مهما كانت الدوافع التي يتغنى بها الحوثيون فلا يوجد في هذه الأرض بيت من بيوت الرحمن يسمى دار فتنة إلا حينما انتشرت الفتنة الحوثية وكيف يتجرأ الحوثيون بالقيام بعمل كهذا الذي يغضب السماء ورب السماء والأرض ورب الأرض وأهل الأرض ولذلك يجب إن نعي وندرك حقيقة المخططات التي يسعى الحوثي لتوزيعها على المحافظات اليمنية ويجب أن نعمل شيئاً يحفظ لنا ماء الوجه أمام رب العالمين وبعدها يجب أن يعلم الحوثيون أنهم حينما فجروا المسجد بيت الرحمن لم يصيبونا بسوء بقدر ما أوجعنا ذلك كونه يؤذي المشاعر والأحاسيس ويمكن للأعداء أن ينالوا من مقدسات الأمة بل إن هذا العمل الجبان أصاب الحوثيين أنفسهم فأظهروا للشعب حقيقتهم وما تخفيه صدورهم فبرروا لمخالفيهم قتالهم واظهروا أحقية السلفيين في تكفيرهم .والسلام
عمر أحمد عبدالله
لماذا فجر الحوثيون مسجد كتاف؟ 1474