يحدثونك عن الرأي والرأي الآخر, بينما ـ واقعاً ـ تجدهم يتبادلون رمية برمية, وقذيفة بقذيفة, بل وقتلة بقتلة أخرى! هم حواريون في فندق (الموفمبيك), وحربيون خارجه! متوافقون مناصبَ, ومتضادون أهدافاً! إنها حياةُ اليمنيين المعاصرة؛ التي استمرأت الحياة عبر تزامن المتضادات, وتعايشها! ينتجون المبادرات, والبرامج والنصوص, ولكنهم بارعون في خذلانها! يلوكون مفاهيم الوطن والوطنية, بينما هم يتسابقون نحو تمزيقهما, وتقديم مصالحهم الضيقة على مصالح اليمن (مجتمعاً ودولة)!.
إنَّ الخوف ليس من(الأقلمة) المسيجة بالهوية اليمنية الجامعة؛ بل الخوف, كل الخوف, من (التأقلم) على حالة اللا دولة, واللا هوية, واللا وطن!.. إنهم سيدفعون, ونحن معهم, ثمناً باهظاً للتغيير- بالتقسيط - ثم ستجدهم يحدثونك عن (حكمتهم), جراء تجنبهم الانجرار وراء مخطط الحرب الأهلية!.
سيدركون ـ ولو بعد حين ـ أن (العيش المشترك) في وطنٍ موحدٍ من دون ظلمٍ وفساد؛ هو المخرج المتاح والممكن لهم ولنا جميعا.
د. محمد الظاهري
يحدثُ في اليمن ! 1530