المتأمل لكثير من الأحداث التي تشهدها اليمن اليوم أو سبق أن شهدتها يجد أن "تعز" متواجدة في تلك الأحداث وبصورة إيجابية أكثر منها سلبية، فتعز كمدينة تعتبر شامة في جبين اليمن كلها، ولذلك فلا غرابة أن تشكل بالنسبة لليمن قلبها النابض بالحياة، ورئتها التي تتنفس عبرها ليس الهواء فحسب – بل الحرية والكرامة والثقافة والسلام والمودة، وتعتبر تعز نموذجا للتغيير إلى الأفضل.

أبناء تعز لا يمكن إنكار دورهم من أي طرف سياسي - بما فيهم من ينكر على تعز أن تكون مدينة لها تأثيرها - تجده سرعان ما يتراجع و يعترف بتعز كمدينة مصدرة للرجال والأدباء والنوابغ والمفكرين حتى نساء تعز يسهمن- بصورة كبيرة- في كل تغيير شهدته أو تشهده اليمن بالأمس واليوم.

وفي استرجاع لفصول من تاريخ اليمن نجد أن تعز لها بصمة فيها ونجد رجالها ونساءها مساهمين في رسم ملامح اليمن، والمتأمل للفترة الراهنة التي أعقبت ثورة 11 فبراير والمتمثلة في دخول اليمن في حوار وطني نجد أن كثيرا من منظمات المجتمع المدني التي اشتغلت وعملت على نشر الوعي بمؤتمر الحوار الوطني قبل وبعد كان أغلبها من تعز.

ولا ينسى الشهداء الذين سقطوا في ثورة 11 فبراير 2011م سواء من الشباب أو حتى الجيش الذين كانوا مع النظام السابق معظمهم كانوا من أبناء تعز.

أبناء تعز رسموا ملامح اليمن في الماضي، ويرسمونها في الحاضر فمن يتنكر اليوم لتعز ويتهمها بأنها سبب مشاكل اليمن وأنها مصدرة للفوضى فهو غلطان بحقها.

تعز هي التي ترفع وتعلي من مكانة الحكام المتعاقبين على اليمن ومنهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، وهي من تقدم المفكرين والمبدعين في مختلف المجالات ولذلك فلا غرابة أن تكون متواجدة في كل اليمن ، ولا تنسى عبارة الراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي قال ذات مرة أن " اليمن هي تعز وتعز هي اليمن".

تعز اليوم- برغم ما تمر به من منعطفات ومشكلات مصطنعة لشغلها عن القيام بدورها الريادي في التغيير الذي بدأته وتوقيف عجلة الدوران عند نقطة ما يراد لها أن تكون تابعة لإرادة الآخرين وسحب البساط منها كونها مدينة تنوير وتأثير.

تعز اليوم في ظل التقسيم الجديد لليمن الذي فرض علينا بسبب المبادرة الخليجية تحتاج إلى أن يدرك أبناءها الدور الجديد الذي يفترض أن يقوموا به في ظل نظام جديد لليمن وان لا يركنوا إلى ما يخطط لهم غيرهم فهم الذين يفترض أن يكونوا المخططين لمستقبل اليمن, بما لديهم من وعي وفكر ورؤية مستقبلية لكثير من المسائل التي تتطلب أن تكون عليها اليمن بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني وترجمة مخرجاته.