إن المرحلة- التي يمر بها الوطن اليمني- تتطلب من جميع أبناء اليمن عموماً ومن الأحزاب والقوى السياسية المختلفة وخاصة اللقاء المشترك، والمستقلين، والسياسيين، والمثقفين, والأدباء، والمفكرين، وقادة رأي عام استيعاب خطورة مرحلة انتهاء مؤتمر الحوار الوطني والانتقال إلى مرحلة التنفيذ والالتفاف حول مخرجاته الجامعة لطموح كل اليمنيين، واستيعاب واستذكار دروس تاريخ ثورة 26ستمبر وتدخل الخارج وكان الضحية اليمنيين وأن نستحضر الصراع الإقليمي الأعداء فيه اتفقوا على تقوية الثورة المضادة لإفشال ثورات الشعوب العربية, لننظر لما يدور في العراق وسوريا ومصر وليبيا..
إن مخرجات الحوار اليمني حققت الحد الأدنى من التوافق وعلى أساسه ننتقل إلى الفعل الحقيقي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والتحرك بين أوساط الجماهير المختلفة للتوعية والتثقيف بالأهداف القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى, التي تضمنتها مخرجات الحوار الوطني، وما تمثله هذه المخرجات من جوانب إيجابية في خدمة بناء اليمن الجديد، والحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة من عودة الاستبداد والمركزية الشديدة، والكهنوت السياسي العسقبلي، والكهنوت الديني السلالي, العنصري, الذي لم يستطع إخفاء عنصريته ودمويته في صعدة السلالية والدموية المخالفة لمبادئ الإسلام الكبرى ومبادئ الإنسانية والمناقضة لمبادئ الحرية والكرامة والشورى والعدالة والمساواة ومعاير الكفاءة.
إن على كل عقلاء اليمن أن يدركوا بأن الأمية الثقافية الدينية ضاربة أطنابها، وما عندنا إنما هو تديّن عاطفي منقوص بغياب الوعي، والأمية السياسية كذلك ضاربة أطنابها في مجتمعنا اليمني، وبسببها يجد كل فكر منحرف- سواء باسم الدين كفكر قاعدي- وفكر فارسي حوثي، وفكر متشدد ومتطرف قبلي، وكل طرح باسم الوطنية والقبلية.. له أعوان، وكل خطيب يملك صوتاً جهورياً وهو "هفة" لا يعرف كوعه من بوعه في إدارة الحياة, يجد أتباعاً مهفوفين كثر، وكل شبهة تطرح تجد من يتبعها، والكل يجد له أعواناً كثر، وخاصة في ظل وجود الفقر السائد عند الغالبية العظمى من اليمنين، ولذلك علينا أن نعلم بأن معظم الأحزاب والتنظيمات السياسية، والمنظمات الجماهيرية، والقطاعات النسائية والشبابية والجماعات والجمعيات, بحاجة ماسة إلى المزيد من العناية والاهتمام والتوعية المركزة بمضمون ما أفضى إليه الحوار الوطني من نتائج..
ثم هؤلاء عليهم القيام بالتوعية كل في إطاره ومحيطه وهذا هو واجب المرحلة وإن فرض المرحلة يوجب على كل مكون، وكل فصيل، وكل تنظيم سياسي, التخلي عن مشروعه الطائفي والجهوي والقروى والانتقال للعمل بالمشروع التوافقي, الذي اتفق عليه الجميع في خضم مسيرة الحوار الوطني الشامل والذي يعني الانتقال, فكراً وممارسة من حالة التفكير أحادي الجانب إلى التفكير المشترك الذي تتحد فيه الطاقات الوطنية من أجل هدف واحد هو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بحده الأدنى من التوافق، وليس كما يراد لها من كل جانب على حدة أو بحسب الممول الخارجي وفكره.
إن الدور- الذي يجب أن تلعبه الأحزاب السياسية في مجتمع التعددية السياسية والحزبية كواجب المرحلة يجب أن يتجاوز الصراع السياسي على السلطة والانتقال إلى مربعات التعامل اليومي الإيجابي مع التطورات والأحداث, بعيدا عن الأجندات السياسية والمشاريع الشخصية أو المناطقية, خاصة عندما يتعلق الأمر بإحداث نقلة نوعية وتحول تاريخي كهذا الذي يعيشه الوطن اليمني, حيث يعيش مرحلة الانتهاء من الحوار السياسي الذي استمر أشهر, وعلى المدى الطويل مستكملا رسم ملامح دولة النظام والقانون على المستوى النظري كمرحلة أولى، ومن ثم يتأهب إلى الانتقال بذلك المشروع إلى الواقع عبر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والتي رسمتها ألا لية التنفيذية للمبادرة الخليجية.. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
الالتفاف حول مخرجات الحوار 1365