ترحيل طلاب دار الحديث بدماج إعلان لانتصار المشروع الطائفي على التعايش السلمي وانتصار لغة السلاح والقوة على الفكر والكلمة إنه تكريس للغة العنف وانتهاج فرك التخندق وراء السلاح ووأد لفكرة المواطنة المتساوية والتعايش السلمي.. تم تفويض الرئيس لحل أزمة دماج, فكان قرار الترحيل, ورحلت معها كل معاني الاستشعار بثقل الأمانة وعظم تبعاتها وحل معها مفهوم حماية الدولة لمواطنيها وفرض سيادتها على كامل أراضيها ولأن من فوضمتوه لا يفهم هذه المعاني ولا يفهم إلا لغة القوة.. فقد تم التفريط بسيادة الوطن من قبل واستباحة أرضه وسمائه وأبنائه من طائرات "الأرونر" الإرهابية فلا عجب أن يتم التفريط بحقوقكم.
إن ما قمتم به من النزول عند هذا القرار الظالم, لهو انتصار قبل أن يكون انكسار والتزاماً لمبادئ وثوابت في زمن عز فيه أصحاب المبادئ والثوابت فاصبروا وصابروا والله لن يتركم أعمالكم وليكن لمن في رسول الله أسوة حسنة.. فما أشبه ما يحصل اليوم بما يحصل في الحديبية عندما أعتقد الصحابة أنها هزيمة وعطاءاً للدنية في الدين فإذا به فتحاً مبيناً ,
إن امتثالكم لهذا القرار ليس طاعة لولي أمر (ليس من الأمر شيء) بل امتثالاً لأمر الله الذي أمر المؤمنين بطاعة ولي الأمر في المنشط والمكره فالنصر لكم والخذلان لمن خذلكم ومن اعتدى عليكم وأقول لولي الأمر.. أحسنت فقد عززت فكرة أن من أطاعكم عاقبتموه ومن خرج عليكم كافأتموه وفتحتم له المنشآت الحكومية ليمارس طقوسه الدينية وأمددتموه بالعدة والعتاد لا تتذمر من "الإرهاب والقاعدة" فقد جعلته اتجاهاً إجبارياً وملاذاً لكل مستضعف.
وتذكر أن من طلب إرضاء الناس في سخط الله أسخط الله عليه كل شيء, ومن طلب رضى الله في سخط الناس أرضى الله عنه كل شيء, ومن خان هان, والله المستعان.
عبد المجيد جسار
صلح دماج..! 1239