تكشفت الأيام عن مقصود آيات طهران من شعار "الوحدة الإسلامية" التي صدعتنا برفعه على مدار عقود طويلة. إنها لا تعني به أكثر من وحدة وكلائها في البلاد العربية والإسلامية. ..أي وحدة مجاميع الحق الإلهي في اليمن ومجاميع الولي الفقيه في إيران ولبنان والمجاميع الطائفية المتدثرة بعباءة قومية في سوريا، ومجاميع عراقية تدور في فلك ولي طهران.
مفهوم الوحدة الإسلامية عند نظام طهران لا يعني أكثر من خلخلة الصف المسلم لأننا لا يمكن أن نصدف أن من فرق بين الرعيل الأول من المسلمين الذين حملوا الإسلام إلى أصقاع الأرض، لا يمكن أن نصدق أن من فرق بين هؤلاء يمكن أن يسعى إلى وحدة المسلمين اليوم...هيهات لمن فرق التاريخ أن يوحد الحاضر..
بقاء كيان إيران السياسي المعاصر قائم أصلاً على اختلاق الخلاف، ولو ذابت الخلافات بين المسلمين لتلاشت مشروعية هذا النظام الذي اختلق واستثمر خلافات الماضي وأسقطها على الحاضر ليستمد منها مشروعيته واستمراريته، وينشر بها فتنه وأساطيره.
حركة التاريخ تقول إن المد القادم من المشرق ينكسر بسرعة مثلما ينتشر بسرعة، ويبدأ العد التنازلي لانكساره عندما يطبق المسلمون "الوحدة الإسلامية" في وجه دُعاة "الفرقة الإيرانية" التي جعلوها أصلاً في الدين والتاريخ.
د.محمد جميح
إيران والحق الإلهي 1788