أكثر من ثلاثة مليون نسمة ينتمون لهذه المدينة، أهم الموارد الاقتصادية، من خلاله يتحرك كل شيء و به فقط تبنى الأوطان، اليوم فقط نستطيع أن نفهم لماذا تعز محاربه، لأنها مدينة الإنسان، إنها بيئة الرعب، الإنسان في تعز يقول نحن لا نشعر بالخوف بل بالرعب لقد زرعوا فينا الرعب.
إن زراعة الرعب في هذه المدينة لا يخدم المستبد من حكامها عبر التاريخ بل هو مطلب أساسي للمستعمر، بالتأكيد أن هذه المدينة وجدت أهميتها بعد الثورة، لأسباب معروفة, والعامل الآخر الذي يصنع هذه البيئة المعيقة للتقدم هو النفاق.
إذا قرئنا القراّن سنجد أن هذان العاملان غير مرغوب بهم في آياته, الله سبحانه وتعالى ينهانا عن الخوف وعن التوقف عن محاربة الظلم، وينهانا عن النفاق وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، نحن نتحدث عن القرآن هنا لأن القرآن هو الشريعة الربانية التي هي أصدق شريعة, ولأن هذا العنصر عنصر إيجابي لا يجوز لنا تجاهله.
إن الله لا ينهانا فقط عن الخوف وعدم السكوت عن الظلم بل إنه أتى لنا بآية واضحة صريحة عن إجازة الحديث في حالة الظلم فقال جل شأنه (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) . والآيات التي جاءت لمنع النفاق والأحاديث كثيرة, قال سبحانه وتعالى (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ). وهنا يأتي سؤال مهم هل نحن نعصي الله بسكوتنا على الظلم؟ وسؤال أخر هل الله يعاقبنا لأن فينا خائفين ومنافقين وصامتين؟
إذا واجهنا الخوف وتوقفنا عن النفاق وتحدثنا ونصرنا الحق بالتأكيد ستتغير هذه البيئة, إذا كانت هذه المدينة ميزتها الإنسان فإن مشكلتها أيضاً الإنسان. إنها بيئة تساعد على الخوف، بيئة تساعد على زيادة الأعباء، كما أن الجغرافيا تلعب دوراً في الحروب، فإن العنصر البشري، كمورد اقتصادي يتمثل بالإنسان وبيئته الاجتماعية يلعبان دوراً كبيراً ضد المجتمع ابن المدينة، كما أن التجارة والاستثمار يمكن أنها تعتمد على عنصر أخر غير الإنسان هو المال، لكن بالتأكيد هناك عاملاً مهم يمكن لهذه المدينة الخروج من خلاله عن هذه البيئة المحبطة.
د. ضياء العبسي
تعز مدينة الإنسان! 1407