الأحداث كفيلة بأن يتعلم منها كثير من الناس وآخرون لا يستفيدون منها! فتطويهم الأيام ويدخلون عالم النسيان.
في مصر.. كانت هناك مجاميع غالية عنيفة وبعضها تكفيرية لا تؤمن بشيء من الأعمال السياسية والدعوية والعلمية, فضلاً عن الخيرية!
لكن مع الزمن وتوالي النكبات والمحن غيّر كثير منهم من قناعاته التي ظنها يوماً من الأيام أصولاً لا تقبل الجدل! كما حصل للجماعة الإسلامية وبعض جماعة الجهاد المصري.
وفي تركيا- كما حدثني أحد أبرز قيادات العمل الإسلامي- كانت البدايات الدعوية تميل إلى الانطوائية والعزلة حتى وصل بعضهم إلى ترك الجمع والجماعات, إلى أن توصلوا إلى ضرورة العمل السياسي الشعبي والمجتمعي فأوصلوا تركيا اليوم إلى مصاف الدول المتقدمة وهم في طريقهم إلى المزيد من الإصلاح بالتدرج شيئاً فشيئاً.
وفي الجزائر توصلت بقايا جبهة الإنقاذ مع النظام إلى نوع من التسويات بدلاً من سلوك طريق العنف الذي أنهك الجميع.
وفي اليمن ظهرت مجاميع التكفير والهجرة في إب والبيضاء وغيرها وعاد أو انقرض كثير منهم مع الأحداث التي مرت بهم.
وفي الجماعات الجهادية اليوم في مناطق متعددة أصوات تنادي بالمراجعة وتحذر من الغلو والتكفير والتعدي على الحرمات والاستهانة بالدماء, وهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي ينبغي أن يسمع له لكونه نابعاً من تجارب وضروب من المعاناة!
فهل يستفيد الآخرون من الأحداث أم يريدون المرور عليها دون أي فائدة أو اعتبار؟!
*رئيس اتحاد الرشاد
د. محمد بن موسى العامري
التربية بالأحداث 1656