لودر أبيّة – لودر وفيّة – لودر عظيمة برجالها وشبابها وأطفالها, وبكل من يقطنها من البشر – لودر هي الحضْن الدافئ لكل من يأوي إليها من الشرفاء والمخلصين ومن محبيها – لودر تحب من يحبها وتصون من يصونها وتطعم الجائع والفقير من حبّها وأُرزها ودقيقها وزيتها وفومها وبصلها لأن أهلها طيبون ويحبّون لغيرهم مثل ما يحبّون لأنفسهم ... فكل من عاش فيها فإنه يعمل لها تحية وتعظيم سلام في صباحه ومساءه طواعية وهذه هي الحقيقة التي لا ينكرها إلاَ جاحد ... وعلاوة على ذلك فإن قاطنيها ينعمون بأمن واستقرار لا يقارن بأمن المناطق الأخرى وهذا كله بفضل من الله عز وجل ثمّ بفضل يقظة أهلها وشبابها الذين يذودون عنها بأنفسهم ليلاً ونهاراً ويسهرون الليالي الطوال وكل منهم يؤدي مهمته بانتظام ودقة كأنهم خلية نحل متماسكة لا يستطع كائن من كان أن يقتحمها لأن شعارهم دوماً النية تسبق العمل والثبات الثبات وحافظوا عل مدينتكم تمجيداً وعرفاناً بوصية قائديهما الشهيدان (حوّس والجفري) رحمة الله عليهما وأسكنهما فسيح جناته واللذان كانا أثناء حياتهما متواجدان (24) ساعة في المسجد, وفي فناء منازلهما لحل مظالم الناس التي كانت تهمهم أكثر من أنفسهم.
وكانا يكرهان المال لأنه مصدر من مصادر الخلاف ويكرهان الحزبية أو اللجوء إلى أي مسئول أثناء تنفيذهما لأي مهمة معتمدين في تنفيذها على الله أولاً ثم على أنفسهم وعلى شبابهم الذين ألهبوا فيهم الحماس لحب وتعظيم هذه المدينة والدفاع عنها وهذا ما لمسناه من قائدينا الأماجد اللذان كانا يفضلان المصلحة العامة على المصالح الخاصة والشخصية, ولا يبحثان عن كسب المال أو توظيف أولادهم أو أقاربهم ولا يحبذان أن يحصلان على سيارات فارهة أو أراضي سكني تجاري ولم يسلكان طريق صنعاء وهما محملان بالطلبات الخاصة لينعمون بمرودها بما لذّ وطاب ... بل أنهما عملا فأخلصا وجدَا وأنجزا وحققا ما لم يحققه أي مسئول على طوال السنوات الماضية أو اللاحقة من بعدهما... فأين سنحصل على أمثالهما ؟ وأين نظرائهما ؟ وأين المسئولين من بعدهما في المديرية والمحافظة ؟.
وأين أهالي مدينة لودر ومشايخها ووجهائها ومثقفيها من المشاريع التنموية التي لم تحظ بهام نذو زمن طويل فلا مياه ولا صحة ولا طرقات ولا دار أيتام ولا وظائف لأولادنا خريجي الجامعة وكلية التربية والثانوية أسوةٌ بغيرهم في المديريات الأخرى والتي توظف فيها خريجي (يقرأ ويكتب) لأن المسئولين في تلك المديريات يحبون الخير لأهلهم وشبابهم فلماذا نحن صامتون هكذا ونحن الذي إذا قلنا للدنيا دارت ؟ وكم سيظل الصمت مطبق على أفواهنا ...
إنّ هذه الحقوق تخصّنا ويلزمنا عدم السكوت عنها حتى لا تضيع في الأنفاق لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وعلينا الوقوف بحزم وشدة في وجه كل من لا يريد الخير والتطور لهذه المدينة أيً كان نوعه وصفته لأنه عدو والعدو منبوذ وأنه يقع على الجهات المسئولة في المديرية أن يربطوا الأحزمة ويخرجوا عن صمتهم ويتابعون بجدية مشاريعنا المتوقفة وتحديداً مشروع مستشفى لودر ورفده بالأجهزة الحديثة والذي لا يحتاج إلاَ لجهد بسيط لأن إجراءاته تكاد تكون منجزة من قبل أحد شباب هذه المدينة جعلها الله في ميزان حسناته.
عليكم يا رعاة الرعية متابعة مشروع المياه الذي أثقل كاهل المواطن في مدينة لودر وعلى بركة الله فإنه قد سبقكم جنود مجهولون في متابعة مستشفى لودر وحققوا الكثير من إجراءاتها وما عليكم إلا استكمالها ومتابعة بقية مشاريع التنمية في المديرية والوظائف للشباب.
محمد علي درعان
صرخة من لودر العصية! 914