شاءت المصادفة أن أجلس إلى أحد الطلاب المتدربين لديَّ في مجال التنمية البشرية وكان طالباً في قسم الصيدلة التابع لأحد المعاهد الخاصة.
ويبدو أنني أخذتني الحماسة لأسأله عن الاسم الطبي لأحد الأدوية التجارية لكنني اندهشت لقلة المعلومات التي حصل عليها هو وعشرات أو مئات آخرين يعانون من شحة الوسائل والمعامل التطبيقية, بالإضافة إلى الإطلاع على الأبحاث المتطورة ومناقشتها مع الأطباء أو المتخصصين في علم الدواء ممن يحملون وزر تخريج هؤلاء دون تغذيتهم بمادة علمية دسمة وعدم إهمال دور الجانب التطبيقي والبحثي المتطور في إثراء المادة العلمية وسرعة استيعابها وسرعة ومتعة التفاعل معها.
وتقريباً هو من دفعني للكتابة عن هذا الموضوع وطلب مني الإطلاع على بعض المطبوعات الخاصة بهذا القسم لدى ذلك المعهد بالمقارنة مع حجم ونوع المادة نفسها في كتب طبية يقول المتخصصون في تدريسها أن ثمنها باهظ ولا يستطيع غالبية الطلاب الحصول عليها بسهولة.
وهذا ليس إلا عذر واحد من أعذار كثيرة واهية يتعذر بها هؤلاء لضعف في مهارتهم وقدرتهم على الإبداع والإخلاص في عملهم الذي ستتوقف عليه حياة كثيرين لا يتوقفون عن الاستعانة بالدواء قبل الذهاب إلى الطبيب مطبقين المثل القائل ( الإنسان طبيب نفسه) لكن بطريقة خالية من الحذر والحكمة.
وبالاطلاع على مجموعة من الملازم والمطبوعات المختصرة التي تخص طلاب الصيدلة ففي معاهد محلية عديدة تبين حجم الخلل بينها وبين المعلومات الطبية الدوائية في بطون أمهات الكتب الحديثة منها أو تلك التي يستعين بها أهل الاختصاص في مجال التعريف بالطب البديل فالاختصار والحذف والتهميش قاعدة يسير عليها الكادر التعليمي في تلك المعاهد.
وهم يفعلون ذلك بعد الاستعانة بقلة الضمير ثم انعدام الرقابة المباشرة على نوع وحجم وأهمية المادة المعطاة للطلاب من قبل الجهات المختصة الذي سيعانيه الوسط الطبي في مجتمعنا اليمني بعد فضائح عدة تخفيها كواليس كليات الطب في الجامعات الحكومية والتي من أهمها انعدام وجود مشرحة خاصة بكلية الطب في تلك الجامعات والقصور الكبير في الكادر الطبي المتخصص واستخدام وسائل العرض المختلفة كبديل لمواد لا يمكن استيعابها إلا عبر التطبيق المباشر.
وإذاً فكيف سيكون نوع التشخيص الذي يقدمه أطباء تعلموا التشريح على جسد العروسة ( باربي ) وصيادلة لا يستطيعون التفريق بين مركبات البندول ومشتقات البترول؟.
ألطاف الأهدل
طلاب الصيدلة: طرف الخيط لاستطباب محلي فاشل! 1539