;
د. عبدالمعطي زقوت
د. عبدالمعطي زقوت

يوم الأرض معانٍ ودلالات 1146

2014-04-12 15:16:57


في الثلاثين من مارس من كل عام يُحيي الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ذكرى يوم الأرض، هذا اليوم الذي يمثل صفحة مشرقة من صفحات جهاد الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه المقدسة التي لا معنى لوجوده بدونها، ولا معنى لتاريخه وحاضره ومستقبله إن تم التخلي عنها، ولا معنى لعدالة قضيته التي رويت بدماء الشهداء إن تم التفريط بها بدعوى السلام المزعوم.

إنه يوم الغضب الفلسطيني في أراضي عام 48، هذا الجزء العزيز من أبناء شعبنا الذي ظن الصهاينة أنهم قد هودوه ومسخوا هويته، وأنه لن يعترض على انتزاع ما تبقى من أرضه فراحوا يصادرون آلاف الدونمات في قرى الجليل والمثلث والنقب بدعوى التطوير وإقامة المشاريع، وهنا كانت المفاجأة لهذا الكيان المسخ، حينما انطلق المارد الفلسطيني في كل قرى ومدن الثمانية والأربعين بمظاهرات حاشدة اصطدم خلالها ألاف الشباب الفلسطيني بجنود وشرطة ومجنزرات الاحتلال فاستشهد ستة من الأبطال وجرح واعتقل المئات.

إن ارتباط يوم الأرض في نشأته الأولى بأراضي الثمانية والأربعين يؤكد أن فلسطين ليست هي الضفة الغربية وغزة فقط بل هي فلسطين التاريخية بمساحتها التي تتجاوز 27 سبعة وعشرين ألف كيلو متر مربع، دفن فيها الأنبياء والمرسلون وهبط عليه فيها وحي الله جبريل عليه السلام، وحررها الصحابة المجاهدون، وحافظ عليها التابعون والصالحون، وعاش عليها آباؤنا وأجدادنا، ودافعوا عن كل شبر منها، وارتوى ترابها بدمائهم في القدس وحيفا ويافا وعكا واللد والرملة وصفد وبيسان ونابلس والخليل وغزة، وإن الأبناء مازالوا يحملون وصية الآباء ولن يفرطوا في حبة تراب من هذه الأرض المقدسة المباركة، ولن يعيروا اهتماماً بكل الاتفاقات التي اعترفت بالكيان الصهيوني ومنحته 78% من أرض فلسطين مقابل التفاوض الهزيل على ما تبقى منها.

ونذكر هنا بأن منظمة التحرير الفلسطينية أنشئت في عام 1964م لتحرير أراضي الثمانية والأربعين حين كانت غزة يديرها المصريون والضفة تابعة للأردن، ثم بدأ التراجع شيئا فشيئاً إلى أن تم التوقيع على اتفاق اوسلو المشؤوم، الذي قسم الشعب الفلسطيني، ومزق المقاومة، وجرّم المقاومين وجعلهم إرهابيين يطاردون ويقتلون ويعتقلون بدعوى الحفاظ على التزامات خيار السلام ومتطلبات قيام الدولة الفلسطينية العتيدة، ولكن للأسف أضاعوا الأرض بتوقعيهم ولم يحصلوا على أي سلام.

فهل يدرك هؤلاء الإخوة الخطأ الكبير الذي أدركه الراحل عرفات ـ رحمه الله ـ في آخر سنوات عمره يوم أن عاد من واشنطن رافضاً مقترحات كلينتون ليتوحد الشعب الفلسطيني من جديد على المقاومة التي تجمع شتاته وتؤلف بين فصائله وأطيافه.


إن اللحظة التاريخية التي نعيشها توجب الوقوف ملياً عند النتائج الكارثية التي حلت على شعبنا بسبب خيار السلام ومسار التفاوض العبثي الهزيل، فقد تمدد الاستيطان، وتهودت القدس، وصودرت الأرض، واتسع التنسيق والتعاون الأمني مع الصهاينة وتعمق الانقسام والخصام بين الفلسطينيين.

إن شعبنا الفلسطيني وهو يحتفل ويحيي يوم الأرض في الداخل والخارج بكل فصاله وتوجهاته إنما يعطي رسالة واضحة أن أراضي الثمانية والأربعين هي جزء لا يتجزأ من فلسطين التاريخية وأن التمسك بها واجب وطني وديني وأن الرد على صلف الصهاينة واستهتار كيري هو بمصالحة حقيقية تعيد بناء البيت الفلسطيني على أسس متينة من الحقوق والثوابت.

ممثل حركة حماس في اليمن

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

سيف محمد الحاضري

2024-11-17 01:32:44

التساؤلات المؤلمة

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد