المروءة صفة إنسانية نبيلة يختص بها الإنسان وحده في الكون دون سائر المخلوقات الأخرى، وتعني: العطاء – البذل – الجود-الكرم – الصدق – الوفاء – الإحسان – التسامح – التواضع .... الخ. والذاكرة كذلك هي صفة نبيلة يختص بها الإنسان دن غيره من المخلوقات الأخرى في الكون.
وهناك علاقات جدلية مؤثرة متداخلة ومترابطة بين المروءة والذاكرة الإنسانية، تعمل المروءة بمعانيها وخصائصها المختلفة على نقش صور في الذاكرة الإنسانية يصعب نسيانها وتجاهلها أو مسحها من الذاكرة ببساطة بأي شكل من الأشكال.
بناء على ذلك، يمكن القول أن مروءة الكويت الحبيب أمراء وحكومات، وبرلمانات، وشعب تجاه الشعب اليمني، كانت و لازالت، وستظل محفورة في ذاكرة جميع أفراد وفئات الشعب اليمني، وفي المقدمة، النخبة الأكاديمية، والواعية والمثقفة في المجتمع اليمني، بشواهد كثيرة تدل على ذلك، أبسطها قيام نخبة من أكاديميي ومثقفي اليمن بتبني مبادرة للتعبير عن الوفاء للكويت الحبيب، ما يعني ذلك أن ذاكرة اليمنيين لم ولن تنسى أو تجحد مروءة الكويت تجاه الشعب اليمني ماضياً وحاضراً ومستقبلاً في كافة المجالات وعلى مختلف الصعد.
تتجلى مروءة الكويت تجاه اليمن في العديد من المظاهر، أهمها:
1-الدعم السخي لمشاريع التنمية في اليمن من أبرزها مشاريع التعليم والصحة الماثلة للعيان من مدارس وجامعات ومستشفيات ومنح علاجية وغيرها.
2-دعم الموازنة العامة للدولة في الأوقات الصعبة والحرجة التي تمر بها اليمن في معظم الأوقات.
3-عدم التدخل في الشأن الداخلي في اليمن كما يحصل من قبل بعض الأنظمة العربية أو الإقليمية أو الدولية.
4- ابتعاد دولة الكويت بسياستها الحكيمة عن تبني أو دعم أي حزب أو طائفة أو نافذين في اليمن كما يحصل من بعض الدول.
5- تقديم المساعدات السخية للشعب اليمني دون منّ ولا أذى و لا تفاخر، أو لتحقيق أهداف أو مصالح من وراء تقديم تلك المساعدات.
6-المساعدة المستمرة لما من شأنه حل الخلافات أو الإشكاليات المتعددة في اليمن الناتجة من داخل اليمن أو من خارجة على كافة الأصعدة.
7-التسامح والتجاوز عن المواقف الشاذة من بعض المسؤولين في اليمن تجاه بعض قضايا الكويت في العقود السالفة.
خلاصة القول، أن مروءة الكويت العزيز تجاه الشعب اليمني لا يمكن حصرها في هذا المقال، ولا يمكن محوها من ذاكرة أبناء اليمن على الإطلاق، حيث يتخرج كل عام الآلاف من طلاب المدارس الثانوية والجامعات التي أنشأتها دولة الكويت الحبيبة.
كما أن هناك مئات الآلاف الذين يتطببون في المشافي التي بنتها دولة الكويت في اليمن دون من ولا أذى.
فهل تخون هذه الآلاف ذاكرتهم مروءة الكويت الحبيب؟! إن ذلك من حكم المستحيل على مر الأعوام والسنين.
أخيراً أتمنى من كل قلبي أن أعيش اليوم الذي يقدم الشعب اليمني لشعب ودولة الكويت بعض ما يستحقه الكويت من الوفاء والعرفان نظير مروءتهم الدائمة والمستمرة تجاه اليمن, وبهذه المناسبة أزف خالص الشكر والتقدير والعرفان لدولة الكويت الحبيب حكومة وشعباً.
* محاضر وباحث أكاديمي متخصص في التنمية السياسية بجامعة صنعاء
د. حسين أحمد فروان
مروءة الكويت وذاكرة اليمن 1249