من ضلعٍ واحد فقط خلقت امرأة كاملة، فلماذا يصر بعض الرجال أن يتعامل مع المرأة وكأنها ضلع منحنٍ لا يقوى على شيء؟ في الحياة أشياء لا يكتمل جمالها إلا وهي نصف شيء، وفيها أشياء تبدو في غاية الجمال وهي مكتملة، فكيف يمكن أن يعيش كائن حي بنصف قلب وجسد مكتمل خاصة حين يكون هذا الكائن امرأة؟.
كثيرات يشكين من نظرة اجتماعية قاصرة تجعلهن أنصاف نساء بينما تتطلب الحاجة الاقتصادية والنفسية والفكرية لنساء مكتملات.
قد يكون الأمر بالغ الحساسية وتبقى هذه النظرة للذات غير المكتملة مرضاً نفسياً تعاني منه بعضهن، لكن وبشكل عام يعزز الوضع الاجتماعي الإحساس بهذا النقص وذلك القصور حين يتعفف عن منح المرأة العاملة والطموحة والساعية للبناء مثلها مثل الرجل فرصة للوصول إلى ما وصل إليه الرجل عبر مهاراتها وقدراتها الخاصة، لكن هذا لا يحدث في أغلب الأحيان بينما يقول القانون ومن قبله الشرع غير ذلك تماماً.
فمن يمكن أن يكنَّ بذكاء عائشة وحكمة أم سلمة وعاطفة خديجة وهن أمهات المؤمنين والمتلقيات الأولى لتعليمات الكتاب والسنة؟ ومع هذا فقد حباهن الشرع فرصة لإثبات الذات وإدارة المواقف وتحكيم الرأي، كثيرات في مجتمعنا يعشن كأنصاف نساء لأن النصف من جسدها فقط هو ما يثبت أنوثتها وإن كان للأنوثة معانٍ دقيقة لا يفهمها إلا أرباب المشاعر والأحاسيس الراقية.
نصف أنثى لأنها تحمل وتضع حملها لتهتم به وترعاه وتسهر على راحته، لكنها لا تستخدم عقلها في إدارة حياتها والوقوف أمام مصاعب الحياة موقف المرأة الكاملة ذات العقل والخبرة والحكمة الوافية، لهذا تعجز بعض النساء عن توجيه آبائهن وبناتهن التوجيه الصائب الذي يخدم مستقبلهم المهني والعاطفي والاجتماعي ليكونوا أفضل.
والأمر ربما لا يتعلق بنظرة المجتمع القاصرة وإنما يعود أيضاً لنوع الشريك ومدى إيمانه بقدرات المرأة التي ربما لم تحظَ بفرصة للتعليم أو العمل لكنها قد تكون أفضل حين يقف إلى جوارها رجل يؤمن بقدراتها ويدفعها للنجاح والتميز والظهور كامرأة مكتملة القوى، فلا قلبها يتحكم في حياتها ولا عقلها يهمش وجود قلبها فهي إذاً امرأة متوازنة لا تفوت أي فرصة يمكن أن تقدمها لمجتمعها كامرأة قادرة على الإنجاز.
لا يمكن أن تنجح امرأة بدون وجود الرجل الذي يدعم ركائز النجاح الأساسية لأي أنثى، الأمان والاستقرار، لو تأملنا الكثير من نساء العالم المبدعات والمتميزات والمتفانيات في خدمة مجتمعهن لوجدناهن يحظين برجال يؤمنون بالذات النسائية والبصمة الأنثوية الناجحة التي تختلف تماماً عن بصمة الرجل ولا يمكن أن يكون هناك نصف امرأة إلا إذا كان هناك نصف رجل.
ألطاف الأهدل
نصف امرأة لنصف رجل! 1384