يحاجج الحوثيون بـ "اعتذار الحكومة" لأبناء صعدة عن الحروب السابقة، ويرفعون هذا الاعتذار في وجه من ينتقد حروبهم التوسعية التي يخوضونها منذ أواخر ٢٠١١ والتي شملت الجوف وحجة وأرحب وحاشد وهمدان وعمران وغيرها.. ويقدم الخطاب الإعلامي للتيار الحوثي هذا "الاعتذار" باعتباره ضوءً أخضر للميليشيا المسلحة لمواصلة حروبها، وباعتباره إدانة للجيش اليمني القائم الآن.
الاعتذار كان ضرورياً عن نهج الحروب التي اقترفها صالح ونظامه؛ الحروب التي أثخنت اليمن بالجراح وأضرت بمصلحتها الوطنية؛ التي صنعت "الحوثي" وحولته إلى خطر حقيقي..
الاعتذار كان ضرورياً من أجل المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي وحروبه، وليس من أجل تشريع حروب "الميليشيا" المسلحة.
فإذا كان نهج الحروب الداخلية مداناً حتى عندما يأتي من "الدولة"، فما هو الحال إذا أتى من الميليشيا المسلحة ضد جيش الدولة ومن أجل السيطرة على المحافظات، والمديريات وفرض سلطة الميليشيا المذهبية عليها.
الاعتذار كان ضرورياً من أجل إدماج الجماعة الحوثية في الحياة السياسية والنشاط السياسي السلمي، وليس لتشجيعها على العنف واستخدام السلاح لفرض سيطرتها وشرعنة حروبها التوسعية.
الاعتذار كان جزءاً من مخرجات حوار - برغم تحفظنا عليه وعلى مساره ومخرجاته لأسباب أخرى غير الاعتذار- وبالتالي فهو جزء من منظومة مخرجات تتضمن بنداً يلزم جماعة الحوثي بتسليم أسلحتها للدولة وخصوصاً أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، والانخراط في العمل السياسي السلمي، وليس الاستمرار في العنف والقتال والحروب !!!
مصطفى راجح
التأويل المتعسف ل(اعتذار الدولة)..!! 1274