نهمل في الانتباه إلى أن الصحة هي رأس المال الذي لا يمكن التفريط به لأي سبب من الأسباب إلا إذا شاءت ذلك إرادة الرحمن التي هي أقوى وأعظم من إرادتنا.
لكننا مثلاً لا نحسن الانتباه إلى أن الغذاء الجيد والمعتدل بالإضافة إلى بعض التمارين الرياضية والابتعاد عن الأماكن التي تحوي أسباباً مؤذية لصحة الإنسان أو الأشخاص الذين قد يتسببوا في ذلك أيضاً.. هذا كله من أسباب الاحتفاظ بصحة جيدة، خالية من التدخلات الطبية والدوائية التي يمكن أن تكون مؤذية أكثر من أن تكون معالجة.
الكثير منا يمارس عادات سيئة جداً في التعامل مع هذا الجسد الذي وضعه الله أمانة بين أيدينا فالإهمال في إجراء الفحوصات الطبية الأولية والاطمئنان على سلامة الجسم من الأمراض المعدية أو المزمنة أو التي تزداد نسبة الإصابة بها نتيجة للتقدم في السن واحد من أسباب تفاقم الحالة الصحية كنتيجة للإهمال في إجراء الفحوصات الدورية الأولية كل ستة أشهر على الأقل، الغذاء الجيد أيضاً من الأسباب التي تؤدي إلى كوارث صحية كثيرة من أهمها السمنة بكل مشاكلها المفرطة.
ولا نقصد بالغذاء الجيد ذلك الغذاء الدسم باهظ الثمن، وإنما هو الغذاء الذي تحدث عنه القرآن وأكدته السنة النبوية، غذاء خفيف على المعدة مثل الفواكه أياً كان نوعها خاصة الموسمية منها وما كانت من حصاد البلد فهي أفضل وأكثر فائدة للجسم، غذاء يجمع كل المواد الضرورية للجسم في الوجبة الواحدة كأن تحتوي وجبة الإفطار مثلاً على شيء من البروتين والنشأ والفيتامين في قطعة من الجبن ونصف رغيف خبز أسمر وحبة طماطم أو خيار أو فلفل رومي أو جزر..
يمكن أيضاً أن يكون طعام الإفطار غنياً بالحديد الذي يحتويه طبق من الفول أو الفاصوليا أو العدس بشرط أن لا نكثر فيه من الزيت والتقليب على النار فهذا يفسد الطبق قيمته الغذائية ويزوده بمواد ضارة بالجسم.
ومن المهم إعطاء المعدة فرصة كافية لهضم الطعام، وأيضاً منحها قدراً متوسطاً منه، فكثرة الطعام لا تسبب إلا التخمة وتراكم السموم في الجسم.
أكثر الأسباب المؤدية لأمراض الجهاز الهضمي تسببها عادات غذائية سيئة منها ما تحدثنا عنها سلفاً ومنها أيضاً تناول الطعام الساخن أو المحرق دون الانتباه إلى حجم المشاكل الصحية المترتبة على كل هذا فقروح الفم والمعدة وبثور الوجه المزمنة والانتفاخات المتكررة خلال اليوم.. وغيرها الكثير ليس إلا لتلك الأسباب ذاتها، شرب الماء الكافي وبما لا يقل عن ثمانية أكواب كحد أقصى- بحسب دراسات طبية- هو أيضاً من الأسباب المؤدية لصحة جيدة لأن الماء يطرد السموم ويساعد المخ على القيام بوظائفه ويبقى الجلد في معدل رطوبة جيدة..
ويكفي أن الله تعالى جعل منه كل شيء حي.
الابتعاد عن أماكن الضوضاء، وعن الأشخاص الذين يمارسون عادات سيئة كالتدخين والجلوس قريباً من الأماكن الملوثة.. كل هذا أيضاً يلعب دوره في حفظ صحة الجسم إلى جانب الالتزام بأداء العبادات والواجبات الدينية التي لها أثر عظيم في بقاء الجسم في حالة جيدة ومتوازنة وهادئة.
وإذاً فقبل أن نبحث عن الدواء يجب أن نبحث عن الغذاء والأسباب التي تبقينا في حالة صحية جيدة.
ألطاف الأهدل
الغذاء قبل الدواء! 1321