السارقون ذليلون ومهانون وجبناء, مهما اختبأوا خلف أقنعة العز والشجاعة، ويعيشون بتعاسة وشقاء مهما تظاهروا بالراحة والسعادة وحاولوا الكذب على أنفسهم، وأينما يذهبون تلاحقهم وتحل عليهم دعوات ضحاياهم، ويفتقدون البركة، ولا يسلمون من السرقة، فكما يَسرقون، يُسرقون.
سرقوا من رؤوسهم العقل السليم والتفكير القويم، وانتزعوا من قلوبهم الفطرة والرحمة، وقرروا في لحظة انكسار، ليصعدوا الحياة بلا سلالم، وتوهموا أن حبالهم طريق أسرع للوصول، ولو تعمقوا قليلاً في التفكير لعرفوا أن الحبال يوماً ما ستقطع، وتَقطع معها أيديهم، أو أن تلتوي على أعناقهم لتسرق أرواحهم، وأن خفة أيدهم التي أخافت العديد من الناس ستختفي تحت التراب وتعاقب يوم الحساب.
طاهر الزهيري
السارقون..! 1357