حين تضع الرجل المناسب في المكان المناسب فإنك تدرك أن انتقاء وتصنيف الأفراد وفق أسس علمية ومعايير ومحددات ومواصفات معدة مسبقاً سيؤدي إلى نتائج إيجابية ونجاحات حتمية مستعجلة..
ما هو حاصل اليوم في وزارة الداخلية, من حركة وتطوير للأداء الأمني, خير دليل على ما قلته آنفاً، إذ أن اللواء- الترب أثبت- وبما لا يدع مجالاً للشك- أنه قادر على إعادة هيبة الأمن التي سُحلت على قارعة الفوضى وترميم ما أفسده الدهر في هذه الوزارة التي تُعد الأهم، خصوصاً في ظل الإحتقان السياسي الذي تشهده البلد!.
لقد قام بعدد من الزيارات الميدانية إلى أكثر من مرفق أمني في أمانة العاصمة، وفي كل مرفق كان يشحذ همة رجل الأمن بطريقته المتفردة التي تجعل رجل الأمن يشعر بمسئوليته تجاه الوطن كشعوره بمكانته فيه.. ولم يكتفِ بتلك الزيارات المفاجئة والتنكرية التي قام بها في العاصمة بل قرر تمديد نشاطه الميداني الدؤوب ليشمل عدد من محافظات الجمهورية ابتدأه بالنزول الميداني إلى ثغر اليمن الباسم ومحافظة لحج القريبة منها، وهناك أستشعر ضرورة إعادة المعنوية لرجل الأمن قبل مطالبته بضبط الإنفلات الأمني فقرر بشجاعة نادرة زيارة محافظة أبين كأول وزير تطأ أقدامه هذه المحافظة التي تشهد اضطرباً أمنياً مخيفاً ليدحر بهذه الزيارة غير المتوقعة كل الأقاويل التي تتحدث عن سقوط المحافظة في يد تنظيم القاعدة ويبدد تلك الشكوك التي كانت تساور بعض رجال الأمن من أن قيادة الوزارة تقدم منتسبيها للموت بينما تتكأ على أنين أهاليهم في قصورها العاجية..
زيارة الوزير الأخيرة إلى أبين ألقت بظلالها على كل منتسبي الأمن فانتفض الحماس في أعماقهم لنراهم متواجدين في مقراتهم الأمنية بهيئة تختلف عن سابقتها لذا أتمنى أن يقتدي وزراء حكومة " النفاق" الوطني وعلى رأسهم وزيري الدفاع والمالية بهذا الوزير العملاق الذي حسب معلوماتي لم يرتب أمر مرتبه إلى اليوم! ولم يلتفت إلى المردود المادي من الوزارة إطلاقاً بقدر انشغاله بإصلاح الوضع الأمني في البلد, ورد الاعتبار لرجل الأمن الذي أنهكته سنون الفوضى وسياسة الانتقام والخلاص.
عدنان القحطاني
شحذ همة رجل الأمن! 1275