الجماعات الإسلامية كان لها الدور الأبرز في حماية الجيل وتوجيهه إلى النافع المفيد عبر برامجها التربوية المتشابهة والمتقاربة غالبا وإنكار ذلك من الجحود والظلم كما لا يخفى.
لكن هناك منزلق علمي وتربوي وقعت فيه أغلب الجماعات وهو عملية الشحن والتعبئة لأتباعها بأنهم من يملكون الحقيقة المطلقة في تفاصيل الأحكام! لذا كان لهذا المنحى انعكاساته الخطيرة وبخاصة عندما يوجد الخلاف.
1- فالبعض حينما يوجد الخلاف, سرعان ما يصفون مخالفهم بالزيغ والضلال والبدعة بناء على الطريقة التي نشأوا عليها.
2- ومنهم من يعد المخالف دسيسة أو أنه يعمل لصالح أجندة مشبوهة, لكونهم عجزوا عن إدانته موضوعيا.
ج- وأسرف بعضهم حتى زعم أن مجموعته- التي يتعصب لها- هي الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ودعاى إلى مبايعة أميرهم وأن من لم يفعل ذلك فهو من الخاسرين وأما من لم يبتهج بنصره ومن معه فقد وقع في الردة والنفاق!!
يالطيف الطف بعبادك!
الإمام علي- رضي الله عنه- أحد المبشرين بالجنة.. قاتله الخوارج وفيهم نصوص قاطعة بأنهم يمرقون من الدين وبأنهم كلاب أهل النار ومع ذلك اكتفى بقوله إخواننا بغوا علينا.
د- وآخرون عزلوا أنفسهم في مسجدهم أو مركزهم واختزلوا أمة الإسلام في مجموعتهم وجعلوا عصبتهم هي معقد الولاء والبراء حتى أصبح التشظي فيهم على قدم وساق.
ه- وأحسنهم حالا من يعدونه مبلبلا ومشوش التفكير وفوضويا وغير صالح للعمل.
ولعل من العدل والإنصاف أن نذكر بأن هذا الأمر ظاهرة تحتاج إلى إعادة النظر في مناهج التربية وطرائقها لدى مختلف الجماعات.
لكن هذا لا ينفي وجود فئات وطوائف في مختلف الجماعات تتمتع بالوعي وتتعامل بالعدل والورع مع مخالفيهم وهذه الشريحة تتسع يومآ بعد يوم وعليها المعول في تصحيح مسيرة العمل الإسلامي الراشد.
نتمنى أن نحذر جميعا من منزلقات الدعاوى العريضة للفهم الصحيح! أو الوكالة الحصرية للحق! فالحق المطلق في النصوص وليس في الأفهام وفي منهج الإسلام وليس في حملته.
والعصمة ليست إلا للرسل وما أجمعت عليه الأمة.
*رئيس اتحاد الرشاد
د. محمد بن موسى العامري
منزلق علمي وتربوي 1714