لم أكن مقتنعاً إلى وقت قريب أن شيئاً يدور في دهاليز وزارة الدفاع، ولم أكن أصدق ما يشاع عن تواطؤ ينخر في جسد أهم مؤسسة في البلد (المؤسسة العسكرية) استبشرنا خيراً بقرارات الهيكلة رغم أنها كانت ضبابية وتكرس الولاءات لشخص الرئيس ووزير دفاعه الذي لطالما أثار الشكوك حول تحركاته، بتحالفاته المشبوهة وطريقة إدارته للجيش، والتنصل من القيام بدوره في حماية المواطنين (صعدة ـ عمران ـ صنعاء) مثالاً على تلك اللعبة التي يدار بها الجيش بحجة الحكمة وضبط النفس وأن الصراع طائفي سياسي رغم أن الأمور واضحة ولا تحتاج إلى مكبرات مجهرية ولا حتى نظارات لعمى الألوان, فالدماء تسيل في وضح النهار وأمام مرأى ومسمع من العالم.
الرئيس هادي يبدو أنه استرسل كثيراً في الثقة أو أنه مشارك في نفس المخطط الذي يستهدف الوحدة والثورة والجمهورية, إذا كان هادي بنفس العقلية ـ التي كتبت افتتاحية الثورة ـ فهذه كارثة ومؤشر خطير وصفارة إنذار يجب أن تعلو في بيت كل ثائر.. الأمور تجاوزت الحكمة لتصل إلى درجة الخيانة, حسن ظننا بهادي لم يسوء بعد, لكن الشكوك تزايدت وعلى هادي أن يصارح الشعب الذي انتخبه, وعليه أن يدرك أن زمن التسلط واستغفال الشعوب قد ولى, هادي ربما أنه يقول على عصا مجلس الأمن والدعم الإقليمي, وذلك على حساب القوى الوطنية التي أوصلته للسلطة وعلى حساب الثورة والثوار, الذين يراقبون بدقة ما تؤول إليه البلد ولن يسمحوا لأحد أن يلتف على ثورتهم أو يساوم على حساب إرادتهم وأهدافهم
يبدو أن هادي واهم أو مغرر به أو يعيش في معزل عن الواقع أو متآمر على الثورة ومشروعها المدني الرامي لبناء دولة النظام والقانون, الحوثي يجتزئ مساحة من الوطن ويحقق انتصارات كبيرة عن التي حققها في زمن صالح, والحراك يصعد من مواقفه للنيل من الوحدة, والقاعدة عادت للواجهة بل وتحتفل في الهواء الطلق, وصالح يتمادى أكثر فأكثر, ووزير دفاع له مآرب خاصة وتحركات تتجاوز حدوده ووظيفته المتمثلة في حماية الوطن إلى فرض سياساته على هادي ذاته كل هذا وهادي في صمت مطبق؟؟ بل قد يتجاوز صمته المعبر عن رضاه إلى مؤامرة أكبر..
في الأخير أود القول: يا هادي عليك أن تعلم أنك مختطف!! فإما أن تحرر نفسك وإلا فصفارة الخطر ستدق وسيعلن الشعب ثورة العبور الثاني التي حتماً ستكون مختلفة عن الأولى تماماً..
محمد المياحي
اختطاف الرئيس هادي 1546