على شاكلة "الضربات الاستباقية" وبشكل احترازي وضمن النهج الوقائي وبمنهجية عنوانها "قول الحقيقة" ـ جاءت المكاشفة الشفافة والواضحة الصريحة لسعادة سفيرة المملكة المتحدة ـ بصنعاء ـ السيدة/ جين ماريوت ـ التي أماطت اللثام بلا سفور وأزاحت الستار عن المستور في اجتماع أصدقاء اليمن المرتقب في عاصمة بلادها ـ مدينة الضباب "لندن" في 29 أبريل نيسان الجاري 2014م وبلا مواربة!!
ثمة كشوفات يمنية تحوي جملة من أجندة الطموحات التي تم اختزالها في أهداف وخطط وبرامج ضمن "كشاكيل" ملف حكومة الوفاق اليمنية التي تزمع عرضها وتقديمها ومناقشتها في اجتماع أصدقاء اليمن بـ"لندن" ـ وسط "بروباجندا" صاخبة للميديا الحكومية والإعلام الرسمي اليمني الذي دشن منذ مطلع الشهر الجاري ـ وما يزال ـ حملة متنامية يرتفع مع ارتفاع إيقاعها سقف الطموح الذي لامس مماس خطوط الأحلام ومع استمرار تصاعده اقترب أو أوشك على التماس بخط الأوهام، وكل ذلك الضجيج داخلي ومحلي ولا يتجاوز الأسوار في زمن صارت الأسرار من أخوات "كان"
وأمام ارتفاع وصخب "بروباجندا" التسويق المحلي وكشوفات حكومة باسندوة وبهدوء واثق الخطوة جاءت المكاشفة من البلد الراعي المضيف للاجتماع "بريطانيا" وعلى لسان سفيرتها السيدة ماريوت التي عنونت "أصدقاء اليمن.. قول الحقيقة" باكورة تصريحاتها عن اجتماع لندن المرتقب وعللت اختيارها هذا العنوان بمعلومة عن "الصديق" ككلمة عربية ـ نقبت عنها السفيرة في القواميس "العربية" ونواميس العرب من حيث اللغة والاصطلاح وقالت إنها توصلت إلى أن الكلمة متجذرة من "قول الحقيقة" ـ صديق صدوق صادق الوعد منصفا ـ ربما هكذا قصدت أو تقصد بعنونة مكاشفتها الرائعة التي مزقت كشوفات حكومة الوفاق ـ والتي نشرتها السفيرة على مدونتها الخاصة بموقع الخارجية البريطانية ونقلتها "أخبار اليوم" للعربية في عددها الصادر أمس!!
صدعت السفيرة قائلة: "أصدقاء اليمن ليس مؤتمراً للمانحين" ـ بعد أن صدعت رؤوسنا الحكومة ووزراؤها بالمنح وبالحديث عن المليارات وطبعاً عبر وسائل الإعلام ويتضح أنه للاستهلاك المحلي فقط!! وجزمت السفيرة بالقطع أن للاجتماع ثلاثة محاور ومجالات لأنشطة "أصدقاء اليمن" وهي التحول السياسي والوضع الاقتصادي والإنساني والوضع الأمني، فيما وزراء حكومتنا و"الميديا" المحلية مستمرون في "ماراثون" أحلام المنح وموسم أوهام "جني المليارات" من الأصدقاء والأصحاب الذين سيجتمعون نهاية أبريل في عاصمة "الضباب"!!
صدعت السفيرة البريطانية قائلة أيضاً: الاجتماعات فرصة لتشجيع صندوق النقد والبنك الدوليين على العمل مع الحكومة اليمنية لبدء عملية الإصلاح الاقتصادي الصعبة والضرورية" ـ هكذا بات واضحاً قول الحقيقة وهو ما يتناقض مع مهدئات ومخدرات الحكومة المسكنة للشعب والتي تهدئه بنفي "الجرعات السعرية" وتخدره يحصد المنح و"جني الملايين والمليارات من الدولارات" من الأشقاء والأصدقاء ـ لقد كشفت السيدة ماريوت عن إصلاحات وصفتها بـ"الصعبة" و"الضرورية" وكاشفت اليمنيين عن "عجاف" قادمة تستلزم ربط البطون وشد الأحزمة يا حكووووووووووومة.. مة!!
لقد كاشفت السفيرة اليمن حكومة وشعباً، باستمرار تنامي قلق أصدقاء اليمن من تدهور الوضع الإنساني ومن المخاطر والأضرار والتداعيات الناجمة عن استمرار الصراعات والإرهاب والاختطافات وما يتعلق بالانفلات الأمني في اليمن ـ بل أكثر من ذلك، السفيرة تحدثت عن وجود انفلات في الأمن وعن مسؤولية الحكومة عن حماية حقوق الإنسان وعن التحديات والمخاطر الماثلة أمام البلاد وعن محدودية التقدم في التحول السياسي "ألف ـ باء" فيما تغالطنا الحكومة ويدلس علينا وزراؤها وإعلامها بالحديث عن الإنجازات والمعجزات التي ناجزها العجز والفشل ومنجزها الآلام وخيبة الأمل!!
برأيكم أيها القراء الأعزاء، لماذا أختارت السفيرة عنوان حديثها "قول الحقيقة"؟!! ولماذا لجأت لكل هذه المكاشفات؟!! قطعاً باتت الإجابات حاضرة عن هذين السؤالين وغيرهما من الأسئلة حول "اجتماع أصدقاء اليمن" في لندن، السيدة ماريوت وضعت النقاط على الحروف في بضعة أسطر، فيما حكومتنا لم تضع شعبها على تلكم الحقيقة حتى اليوم!! ورغم كل هذا سنسمع مزيداً من "الترهات" الحكومية ومن "التضليل" عن توقعات سقفها الملايين والمليارات وعن المطر القادم من لندن إلى صنعاء وعن تحويل مجرى نهر "التايمز" إلى سائلة صنعاء الجافة وعن نقل الشهيرة ساعة "بيج بن" إلى جولة "الحصبة" ـ جولة الساعة والساعة آتية لا ريب فيها والله المستعان..
محمد عبد الملك القارني
نقل(بيج بن) من لندن إلى صنعاء!! 1309