;
محمد المياحي
محمد المياحي

الحب في زمن السياسية 1479

2014-04-27 13:34:40


النفس البشرية دائماً تميل إلى من يوافقها أهواءها ورغباتها وتطمئن إليه باعتباره مصدر الثقة, كونه توافق معها, وعلى العكس من ذلك تمتعض ممن يعارضها وتجد في ذاتها حزازة وكدمة تنغص عيشها.. طبعاً هذه فطرة النفس الأمارة بالسوء, لكن كل هذا يكون عندما لا يتحكم عقل الإنسان بذاته وعندما يدع الحبل على الغارب ولا يلجم نفسه ويلزمها حدودها..

 هكذا هي نفس الإنسان ساذجة بلهاء مغفلة لا تعرف مصلحتها فغالياً تتعارض آراء الناس وزوايا نظرهم وأفكارهم ومسلماتهم وعقائدهم وثقافاتهم وقناعاتهم وهذه سنة الحياة كي يكون للحياة طعم ومذاق بكل الألوان والنكهات إلا أن الناس يرغبون بأن تكون نكهتهم ومذاقهم هو المسيطر على موائد الحياة, ويعملون بكل شراهة للقتال من أجل ذلك فيكونوا بذلك قد تمردوا على نواميس الكون التي تتأبي على الشكل وفق نزوات البشر الآنية وأطماعهم الشريرة..

 ومن هنا يتولد الإحساس بالانزعاج والضيق بالآخر المنافس له, ولو وقف البشر مع ذواتهم لحظة تأمل, ونظر ومراجعة وإنصاف لتخلصوا من كل ما يعكر صفو أفكارهم وقلوبهم ولعاشوا حياة مليئة بالحب والأمل والانشراح والعطاء والتفاؤل, حينها ستزهر أرواح البشر ورود سلام وستتفجر في قلوبهم ينابيع ود وحب وتصبح عقول البشر وقلوبهم وأرواحهم تفيض بكل قيم الحياة ومبادئ التعايش والاحترام, إلا أن المهيمن على الواقع غير ذلك, طبعاً في المجتمعات العربية فقط, فكل يوم نفتح فيه أعيننا في الصباح فبدلاً من أن نقف لنحتسي فنجان القهوة ونطالع الجمال المشرق من حولنا ونبتهج بالربيع وقطر الندى وزهاء أنوار الشمس ونضارة أشجار الربيع وحركة الوجود, بدلاً من هذا كله نذهب للأكشاك لنلتقط نذائر الشؤم لنبدأ معركة جديدة تغص بكل مصطلحات الكراهية والشحناء ومفاهيم العداء والغل, قطعاً ليست السياسة هي من تولد هذا بل الإنسان الذي يتعاطى مع السياسة ففي ظل هذا الواقع وما إن ينتقد الشخص فكرة أو موقف أو ليبدي وجهة نظره في أمر ما يصبح منبوذاً وغير مرغوب فيه وينظر إليه بالريبة والتوجس, وإن كان من نفس الحزب أو التيار فليس الكراهية والضيق معصورة على من يخالف الشخص وهو في اتجاه آخر, بل حتى لو كنت في نفس الإطار فأنت مشكوك في ولائك إلى متى سنظل بهكذا عقلية؟؟ وكم نحتاج من الوقت لنتعلم ثقافة الحب مع الاختلاف؟؟ وثقافة الاحتواء والسعة في السياسة؟؟ وهل هناك أمل بغدٍ بلا كراهية وبسياسة بلا عداء وبخلاف بلا مكيدة وبوجهة نظر بلا تشكيك ولا ريبة؟؟؟

يا رب عساك ترضى وكل الناس غاضبة.. فإذا رضيت فهذا منتهى أملي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد