يعد الإقصاء السياسي الذي تمارسه التكتلات السياسية في إطار المرافق العامة من أقوى العوامل السلبية المؤثرة على بناء الإدارة الحديثة وأسلوب ممارسة نشاطها الإداري.
حيث تتواجد هذه التكتلات في هذا النوع من المرافق خلال الأساتذة والموظفين والطلاب.
وهي تبدأ في تأثيرها على بناء الإنسان العربي, وتكوين شخصيته العلمية منذ المرحلة الجامعية، ويمكننا تحديد التكتل السياسي بأنه مجموعه تخضع لأوامر وتوجيهات العقل الجمعي المتخلف في الوطن العربي وتتواجد هذه التكتلات في كافة المرافق العامة التعليمية على مستوى الوطن العربي مع إلغاء قدراتها وامكانياتها على النقاش وإبداء الرأي والتفكير الحر.
وتكون في تفكيرها الجمعي ذو طابع سياسي أو ديني ولها عقل جمعي متخلف يقودها من خارج هذا المرفق، إنها في تكتلها وإلغاء حرية التفكير والابداع وتبعيتها لعقلية متخلفة تقمع كل طالب حر وكل فكر مستنير وتحارب كل عالم مبدع يريد البناء والتطوير، كما أنها أداة فاعلة للهدم وتوقف البناء والتطوير في المجتمعات العربية.
يتركز تكتلها وتوحد أسلوبها والتزامها بالخضوع والتبعية لعقليه معينة على أساس المصلحة فقط وإن كانت تأخذ في شكلها طابع سياسي أو ديني تخرج للمجتمع من خلاله.
ذلك أن التكتلات السياسية التي أخذت طابع سياسي لم تكن تعبر سوى عن فكر شخص واحد يمثل نموذجاً للديكتاتورية السياسية, أو الدينية أو البنية الاجتماعية البدائية المسيطرة على هذه التكتلات والتي أفرغتها من مضمونها العلمي وابعدتها عن مسارها الصحيح التي كانت تستطيع البناء من خلاله والتطوير.
فأصبحت بذلك أسيرة الجهل, والتخلف والمصلحة، ووجد اتباعها غايتهم في تحقيق مصالحهم الشخصية في ظل ضيق العيش وتدني الحالة الاقتصادية في دول عربية نامية.
وأخيراً ..... فإن الإقصاء السياسي يعد أخطر بكثير في تأثيره من العامل الأمني الذي أصبح اليوم يذوب فيه محاولاً الاختفاء أو الارتزاق في إطاره.
د. ضياء العبسي
الإقصاء السياسي 1415