المتصفح اليومي للآراء والكتابات في الصحف لمختلف الانتماءات والتوجهات السياسية والفكرية تجدها تصب في بناء الدولة المدنية الحديثة والمساواة والعدالة والحرية..
كلام جميل يثلج الصدر أن الأغلبية يجتمعون على ما تطمح له الجماهير لكن المزعج ان بعضهم يصطف ويدافع باستبسال عن منتهكي هذه القيم ومن كانوا رموزاً للتخلف والجهل ومآسي الوطن على مدى نصف قرن..
ومن المفارقة العجيبة بغرابة هذه المواقف المتناقضة مع الأقوال أن البعض يبرر مواقفه بشيطنة الآخر وأنه يدافع عن الطرف الوديع المظلوم الذي كان يحكم وصاحب الكلمة العليا التي لا يعلو عليها متجاهلاً باستعباط شديد أن من يخاطبهم عاشوا هذه المراحل وعاشروا هذه الكائنات ولديهم عقول تفكر وتستذكر وهم المعنيون أكثر من غيرهم بمصالحهم وآمالهم وطموحاتهم.
يعبرون- في كتاباتهم بصدق- عن ما يعتبرونهم خصوما بينما هم منقسمون مع نفس الشيطان الذي يدافعون عنه, هو نفس الكائن ويحمل نفس الفكر والثقافة.. تمدد حتى استكبر فانقسم ليحمي ذاته وفكره وثقافته من الانهيار لتنتشر في مساحة أوسع لتحاصر الفكر المضاد فكر التنوير والتحديث فكر النهوض والتقدم الذي للأسف إلى يومنا هذا.. لم تعط له فرصة سانحة ليثبت أفضليته وصلاحيته للمرحلة كلما استعاد عافيته ضرب وجرد من كل الوسائل المتاحة والممكنة يجد نفسه في ساحة صراع هو النقطة الأضعف فيها خالي الوفاض وهم يملكون كل وسائل القوة والهيمنة والمال والسلاح والإعلام والقرار والسلطة.
وما يؤسف أن يأتي هؤلاء الدجالون والمنافقون يروجون للتخلف والجهل والتسلط المجرب الذي رفضه الزمن يستخدمون الحق لتثبيت الباطل عندما تقرأ لهم تقول في نفسك هذه قناعاتهم فليأتوا معا لنصطف حولها في خندق واحد لكنهم مكبلون ومقيدون بماذا لا نعلم سوى دفاعهم عن أناسا خارج قناعاتهم إذا كان ما يكتبونه فعلا قناعاتهم هنا هم أنفسهم أقرب الناس لهؤلاء الظلمة يزورونهم في قصورهم, لماذا لا يسألون أنفسهم من أين لهم هذا وهم كانوا موظفين لدى الدولة هل يكفي راتبهم لتشييد هذه القصور أم نهبوها أو استغلوا مواقعهم للحصول عليها..
أذاً هم فاسدون وهذا يكفي لإثبات فسادهم والمخفي أعظم لا تغالطون أنفسكم التي رضيتم لها أن تكون الرئة التي تتنفس منها حياة القوى التقليدية المتخلفة والبوق الذي يروج لها ويقنع الأميين السياسيين والفكريين ويلملم شتات المتمصلحيين والطفيليين لكن نحن نعلم ولن نقبل لأنفسنا ذلك.
تخيل أن تكون هذه القوى معزولة وحيدة دون دعم من المثقفين وأن يصطف الجميع حسب قناعاتهم ومصالحهم وآمالهم متجردين من التأثيرات الحزبية والطائفية والمذهبية سيكون قوى الحداثة والنهوض هي الأقوى والأشد التي ستنهض بالوطن للأمام, هنا سينعدم النفاق وتموت الأنانية وسيعلو الوطن ومصالحة عن مصالح القوى الطفيلية والأنانية القوى التقليدية بكل فروعها المنتشرة داخل الأحزاب والكيانات السياسية ومؤسسات الدولة.
عليهم أن يعلموا أنهم بمواقفهم هذه التي يبررونها بخارج المنطق يضرون الوطن والمواطن ويغتالون أحلام وطموحات العامة من الناس ويخدمون هذه القوى التي هي نفسها يتصور لهم أنهم يحاربونها ويهم يحصنون ويحمون حاضنتها الأساسية بحجة الصراع الحزبي الذي هو صراع قوى لنفس الفكر والثقافة التي رفضناها ويرفضها الجميع.
فلنتحرر جميعا من هذه القيود الحزبية والطائفية والمذهبية لنبني وطن يستوعبنا جميعا دون صراع واستقواء وإقصاء, إذا كنتم صادقين فيما تكتبونه وتسطرونه في مقالاتكم وكتاباتكم حتى يسجل التاريخ مواقفكم في أنصع صفحاته وسيدون بصماتكم للأجيال القادم بأسطر محفورة لن تمحى إن كنتم ترغبون..
أحمد ناصر حميدان
عندما يساند الكتاب زعامة الماضي المرفوض شعبيا 1563