كثيرة هي الشكوك المثارة حول الرئيس هادي, وطريقته في إدارة البلاد, وإلى الآن لم يطمئننا الرئيس بأي قرار وعمل, نشتم فيه رائحة وطنية خالصة.. قرارات الهيكلة تكرس الولاء لشخصه, وقرارات التدوير تعمق نفوذه, وهو المتسبب بعدم نقل السلطة خلال المدة الزمنية التي حددتها المبادرة الخليجية, فكان من المفترض أن يتم إجراء الانتخابات الرئاسية في21فبراير/شباط الماضي إلا ان الرجل (هادي) بطريقته في اللف والدوران – المختلفة عن طريقة سلفه صالح – هادي سلك طريق المناورة والترضيات والموازنات, قاصداً بذلك انه حكيم و يا لها من حكمه.
استغفل الشعب اليمني وصادر قراره ومدد لنفسه؛ بحجه انه الأنسب لهذه المرحلة؛ وراح ابعد من ذلك ولم يحقق ادنى مطالب الشعب؛ بل لم يستطع حتى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه, وضع معيشي متدهور انقطاع الكهرباء, وتفجير أنابيب النفط, حرب في شمال الشمال, والنيران مشتعلة في الجنوب, والرجل سادر في غيه ومشغول بترسيخ نظامه ومشروعه الشخصي على حساب ملايين من الشعب التواق لحياه حره كريمة.
يفتكر الرئيس انه استطاع اختراق الحراك الجنوبي وكسب ولائه بينما الأمر لا يتجاوز مصالح شخصيه من بعض قاده الحراك اللذين يتشاركون مع هادي في انتهازيته..
الحوثي هو الآخر حقق في سنتين من حكم هادي مالم يحققه في 33سنه من حكم صالح, ويبدو ان هذا مخطط إقليمي, لضرب الإصلاح بالحوثي, خصوصاً ان الجارة السعودية تعمل ليل نهار خوفاً من تنامي شعبية الإصلاح ونفوذه؛ كونه يعد كابوساً مرعباً بالنسبة لها, ووصل الأمر بالسعودية إلى ان تدعم الحوثي وتوعز إلى هادي عدم التدخل, وربما ان المشروع الشخصي لهادي تلاقى هنا مع رغبه السعودية في تحجيم الإصلاح وتفكيكه وإضعافه- لكن هيهات ان يحققوا أمنيتهم هذه- وهادي يروق له الأمر ذاته ويخاف ان ينتزع الإصلاح منه السلطة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة, بل وصل الأمر بهادي إلى ان يتغاضى عن مليشيات تصول وتجول في قلب العاصمة وفخامته يغض الطرف أو ربما انه ضعيف بالجغرافيا ولا يعلم أين تقع منطقة الجراف وعلى بعد كم من منزله والقصر الرئاسي.
ومن دهاء الرئيس هادي انه يلعب لعبه "الإستغمائية" ويموه خطواته التي يقوم بها بأعمال ديكوريه أشبه بمسرحية – قد تكون متقاطعة مع هدفه- مثلاً قيامه بإغلاق قناه "اليمن اليوم" ومحاصرة جامع الصالح, والكثير من أنصار الثورة- ممن تتحكم بهم عواطفهم- ابتهجوا بهذه التحركات وان هادى بدأ معركته مع خصمهم الأول, وباركوا خطواته بالرغم ان الرجل يتحكم به مشروع شخصي, لا يمت للثورة بصلة لا من قريب ولا من بعيد..
بالأخير نقول لفخامة الرئيس: لقد خبرناك كثيراً وصرنا اكثر وعياً ولم تعد تنطلي علينا مثل هذه الألاعيب, فكف عنّا هذيانك, فالشعب لم يعد يحتمل المزيد..
محمد المياحي
انتهازية الرئيس هادي 1603