لا شك أن الانسان المسلم يقع بين إرادتين إرادة الله (إفعل وﻻ تفعل) وارادة الشيطان وهوى النفس وبما أن رمضان تصفد فيه الشياطين الا انه يبقى هوى النفس طليقا ويغذيه شياطين الانس الذين يقومون بدور ليس اقل من دور شياطين الجن ولهذا قال تعالى " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا"
وهذا ما نلحظه كيف يشتد عملهم في رمضان, حيث تركت المساحة لهم يعيثون بالأخلاق والقيم دون حسيب أو رقيب..
وأنا أتابع مقطع فيديو لقناة انشأها المسلمون في الغرب سموها "tvرمضان" مخصصة للدعوة إلى الله عبر الهوى مباشرة وأن البعض من المشاهدين يعلنون اسلامهم وكيف تظهر تلك الفرحة على وجوه المذيعين أن الله أنقذ بهم أناس من النار وهذا هو الاستبدال للعرب الذين جعل رسالة الاسلام لهم شرفا ليقوموا بتبليغها فلما تركوا هذا الشرف استبدلهم الله بغيرهم "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم"..
والناظر إلى بعض الفضائيات العربية المناط بها تبليغ الرسالة المحمدية عبر برامجها نجد العرب يدعون المسلمين الى الخروج من منظومة القيم والاخلاق الاسلامية عبر مسلسلات ساقطة ورقصات ماجنة و برامج فاتنة..
ففي احدى القنوات تخرج ضيفة برنامج بتحليل غريب مفاده أننا يجب ان نعالج الحالة النفسية للشباب بان نتركهم يلتقون مع الشابات في الاماكن العامة حتى لا يلتقوا في الاماكن السرية، ومذيع آخر في قناة اخرى ليعالج الاغتصاب الجماعي الذي ظهر في مصر وآخره في ميدان التحرير يوم تنصيب السيسي.. يقول هذا المذيع إن الحل الوحيد لمعالجة ظاهرة الاغتصاب هو السماح لبيوت الدعارة في الانتشار..
هل رأيتم كم هو الانحطاط الذي وصلوا اليه دعاة الرذيلة ويؤسفنا كثيرا ان هؤلاء يسرقون روح وروحانية رمضان من المسلمين من خلال تكثيفهم لبرامجهم السيئة التي تعين هوى النفس عند المشاهد فيخرج من رمضان ليس بمخزون ايماني يعينه على بقية العام كما كان حاصلا قبل ظهور قنوات العهر العربي، بل ربما يخرج من رمضان وهو اشد سكرا بالهوى من قبل رمضان..
ختاما أقول لنفسي ولأخي المسلم واختي المسلمة إننا بين ارادتين إرادة الله وارادة أهل الشهوات " وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا".
فهل سنستجيب لله فنحيا حياة طيبة في الدارين " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"..
وهل سنجعل من رمضان محطة نظافة من الادران والعصيان أم سنزداد فيه رانا على ران؟
محمد بن ناصر الحزمي
إلى أهل الإيمان..إحذروا لصوص رمضان 1434