لستُ وحدي من تفاجأ بما تقوم به حماس وبقية فصائل المقاومة في حرب "العصف المأكول" من ناحية الصمود الأسطوري, كون هذه الحرب التي تشن على غزة ليست إسرائيلية فحسب بل إسرائيلية مصرية.

فالكل يعلم أن" التهامي" رئيس الاستخبارات المصرية سبق بزيارة لـ"تل أبيب" قبل الحرب وهو من حث الإسرائيليين على غزو غزة ووعدهم أن هناك دولاً قد تعهدت بدفع فاتورة خسائرها وهذه الحرب ستكون في اطار الحرب على الإخوان في المنطقة ولهذا لأول مرة ينحاز الإعلام المصري إلى جانب إسرائيل في الحرب وخروج مظاهرة للفنانين والفنانات والراقصين والراقصات تأييداً لإسرائيل في القاهرة.

ولما وجدت إسرائيل أن المقاومة ليست كما رسمت في خططها وانها حرب أدمغة قبل أن تكون حرب ميدان ووجدت مفاجآت متتالية بدأت من دقة الصواريخ في إصابتها ودقة اختفائها بداية انطلاقتها واتساع مداها وما أعقبها من إقلاع طائرات من غزة متنوعة في مهامها والتي أذهلت الصديق قبل العدو.. عرفت إسرائيل أن المقاومة لن يكسرها حصار ولا حرب عدوان, فصاغت مبادرة من خلال حليفتها "مصر" واستعدت أن تدفع 50 ملياراً مقابل أن تتحول غزة إلى ضفة أخرى وحماس إلى فتح أخرى وهنية إلى دحلان ومشعل إلى عباس شبيه، فرفضت حماس هذه المبادرة ومعها كل فصائل المقاومة لأنه من المستحيل أن يكون مثل هكذا تحول وعلى المقاومة ان تضاعف إبداعاتها لتعرف كم سيرتفع ثمنها عند العدو فما بالكم بثمنها عند الأمة وعند الله؟. إنها أسهم العزة برغم أنهم محاصرون جائعون.. إنها رسالة للأذﻻء المتخمين: متى يغلي ثمنكم عند عدوكم؟.

فيا أيها المقاومون: سلمت سواعدكم التي عملت، وعقولكم التي ابتكرت ،وهمتكم التي أشعلت، وأرواحكم التي ضحت، يا طلائع الأمة في عصر الخنوع، ورواد العزة في أوساط الأذﻻء، و يا أحرار العالم في زمن العبودية، وسلم كل من وقف معكم بجهده وإعلامه وماله ودعائه.. والله أكبر ولله الحمد..