قُتلوا ظلماً وغدراً وبأبشع وسائل القتل وكلٌ ينظر إلى صاحبه وهو يُنحر أمام عينيه نحر النعاج.. جنود الوطن في سيئون؛ البارحة قُتلوا مرات عديدة حين أُوقف الباص وحين كُشف عن هوياتهم وحين اُنزلوا من الباص وحين اُقتيدوا إلى مسلخ الإجرام ، لا وزر ولا ذنب يؤخذوا به إلا أنهم جنود مهما تعلل المجرمون بقتلهم.
مواجهة الجيش للقاعدة بقيادة وزير الدفاع محمد ناصر هي أشبه بلعبة " المُلاحقة " اليمنية أو "الاستُغماية " المصرية وهي أن يغمض أحد اطراف اللعبة عينيه والطرف الآخر يختبئ وينادي من مخبئه على المغمض عينيه أن يجده, فإن لم يجده أغمض عينيه مرة أخرى وعاود المختبئ الاختباء.. لا تكاد القاعدة تظهر في مكان معين" أبين, حضرموت، شبوة " ويصل إليها الجيش ويعلن تطهير المنطقة حتى تظهر القاعدة مرة أخرى ولا يكاد الجيش يعلن عن قتله للقاعدة حتى تظهر قواعد شتى, بل أن القاعدة تظهر في أماكن ومدن رئيسة ومطارات وهي أماكن أكثر تحصيناً من غيرها بالقوات المسلحة والأمن وتحت إشراف رسمي وحصري ومباشر من قبل وزير الدفاع والذي وفر كامل حنكته وخبرته وقدراته العسكرية لمواجهة القاعدة في الجنوب ولم يبددها ويستنزفها لمواجهة التمرد والبغي في الشمال.
لا أدري حين تصرح الدفاع أنها طهرت مدينة القطن أو سيئون أو جعار وقامت بطرد القاعدة, فإلى أي مكان طردتهم حتى يخرجوا من المنطقة عصراً ويعودون ليلاً؛ يُطردون غير أنهم يعودون بكامل جهوزيتهم المادية والبشرية ويسرحون بكامل الحرية، هل هناك مسافات معينة في التكتيكات العسكرية التي درسها (سيدي / محمد ناصر) لطرد القاعدة كما هو مسافة صلاة القصر للمسافر, وهل في التكتيكات العسكرية زمن معين لملاحقة القاعدة, فإذا انقضى يعتبر مطاردة القاعدة باطلاً يلزم على وزير الدفاع والقادة العسكريين الكفارة؟.
يبدو أن الدراسة الأكاديمية التي درسها معالي الوزير لا يوجد فيها أصلا "الطريقة الرائدة لسحق القاعدة" أو أن المادة كانت موجودة وكأن معالي الوزير يتغيب عن حضورها أو أنه درسها ولم يتسنى له تطبيقها على أرض الواقع لأنه لم يجد قاعدة حسبما درس وإنما وجد" أنصار الشريعة" .
لكم الله يا حماة الثورة والجمهورية.. عشتم أوفياءً لوطنكم تقطعون الفيافي والقفار ليلا ونهاراً.. تودعون أهاليكم لترحلوا لأداء الواجب وحماية الأوطان, غير أنكم في سفركم من صنعاء إلى حضرموت لا تخشون إلا الله وذئاب القاعدة ومع ذلك تُصرّون على السير, مؤمنين بأنكم تؤدون الواجب, فيما غيركم أقصى واجبه هو البحث عن زي عسكري لكم تلبسونه أحياءً وصفقة أكفان وأعلام وتوابيت توضعون فيها بعد استشهادكم.
عبد الخالق عطشان
هذا من ذبح إخواني الجنود!! 1059