لم اعد اكترث لمعاناتي القادر على تحملها بل صبري كفيل بذلك ما دام هذا الصبر سينقذ الوطن لان معاناتي هي نتيجة طبيعية لحالة الوطن لن ننجو أبداً دون وطن معافى وسليم, فهو طوق نجاتنا الأساسي ومجارحة الوطن وتطهير تلك الجروح الدملة يحتاج لأيادٍ ماهرة وأجواء صحية وطاهرة لأنه كمثل إنسان مطعون بخنجر معقوف اذا انتزع بقوة ودون حكمة ومهارة سينتزع معه الأحشاء وسيتضرر الجسم وسينزف دماً وسيكون الضرر اشد من بقاء ذلك الخنجر, لكن إن انتزع بمهارة وحنكة سيجنب الجسم هذه الأضرار وسيتعافى.
هذا هو حال وطننا؛ هناك من يصر على أن يعالجه بأضرار اشد وطأة وألماً عليه من مشكلاته وها هي الحركة الحوثية نتاج عقول وعنجهية الماضي التي تنخر جسم الوطن وتشق الصف و وحدة الأمة هي حركة مذهبية طائفية دينية مسلحة تُقاد من قبل شخصيات زيدية كاريزمية وتستلهم وجودها من التراث الزيدي اليماني وبدأت صراعاتها بسبب عدم الرضا المحلي عن سياسات النظام الداخلية والخارجية، والتقاء هذا الضيق مع الشعور باستهداف متعمد للمذهب الزيدي ورموزه وتاريخه في اليمن. وتلك هي جذور نشأتها وصراعاتها وهي مذهبية ومنحصرة في منطقة محدده بذاتها وهي طائفية محضة .
عندما التقطت الحوثية معاناة وهموم الناس وخاصة بعد الجرعة السعرية للمشتقات النفطية التي كان يستحسن أن تكون ضمن منظومة إصلاح اقتصادي ومالي شامل بما فيه خطوات إجرائية وقانونية لمحاربة الفساد والفاسدين لكن ظروف البلد ومقاومة التغيير من أطراف لازالت مؤثرة وقادرة على قلب الطاولة لتدخل الوطن بحرب شاملة مدمرة كانت هذه الجرعة التي توافق عليها كل القوى السياسية المشاركة بالحكومة ثم انقلب عليها الجميع وجعلهم يبحثون عن كبش فداء وهو بريء منها, المهم التقط الحوثي هذا الهم وكسب الكثير ممن تؤثر عليه عواطفه بمعيار اكبر من النظرة العلمية والوطنية للأمور .
المشهد واضح وضوح النهار أن الجرعة قميص عثمان والحوثي له أطماع وحربه في صعدة وعمران والجوف والآن في مارب تبرهن هذه الأطماع وكيف لمن يدحض هذه الأطماع أن يفسر لنا حصار صنعاء المسلح ودخول الأسلحة والمسلحين إلى أوساط الاعتصامات في صنعاء وحزيز مثالاً أن هذه الحركة لا تعرف السلمية ولا العقلانية كل حروبها مسلحة واتفاقيات تبرمها ثم تنقلب عليها اليوم توسعت مطالبها وبرزت الصبغة الطائفية فيها هم يعيبون المحاصصة السياسية ويفرضون المحاصصة المذهبية والعرقية والطائفية, كم أغضبني ذلك وافرح دعاة الطائفة جنوباً وشمالاً, اتضحت نواياهم ومعادنهم يريدون للوطن الانشطار الطائفي مؤامراتهم الخبيثة يفرضونها باسم الجماهير والإرادة الشعبية مفارقة عجيبة بعجائب أدارتهم للازمة سيدهم الذي لا نعلم من أين يحدثنا من أي كهف أو قصر أو نفق ولم نراه يوماً على طاولة حوار وطني أو لقاء أو اجتماع سياسي وكيف لزعيم سياسي يتوارث مناصبه وفق السلالة والعصبة والعرق والمذهب .
تعرفون أنني أتألم غضباً ويكاد عقلي يشتت عندما استمع لخيرة الشباب الواعي والمتحرر من جماعة أنصار الله كيف لهم أن ينقادون من بقايا الماضي المتمسكين بالإرث المتخلف الكلاسيكي الذي عفوا عنه الزمن كيف لهم يطيعون من يقال انه لا يقبل السلام سوى في تقبيل الركب كسيد لهم في زمن نرسي الحرية والمساواة والعدل هل نلحظ في القريب العاجل تمرد هولا الشباب ونراهن عليهم إخراج البلد من قبضة رجال الدين والمتسترين به ليعيقوا دنيانا.
أنا على ثقة أن مثل هؤلاء الشباب سيعرفون اليوم خطورة المراهنة على مثل هؤلاء الحوثة ومن على شاكلتهم لإخراج البلد من أزمته وهم يستغلون هذه الازمات لتحقيق مكاسب ترضي مطامعهم لا طموحات الجماهير .
وعلى الجميع أن يعلم أن في اليمن شعب صبور لكنه أبي وشامخ ولن ينكسر واليوم القبائل تساند القيادة وقد لفضت عفاش وأمثاله والحقائق تتكشف وسيلفظكم هذا الشعب اذا تماديتم أكثر للإضرار بالوطن ومصالحة العليا.
وعلى المواطن عبد الملك أن لا يركبه الغرور ويرى نفسه زعيماً قادراً أن يهزم الوطن والقيادة السياسية مستغلاً حكمة الرئيس في التعامل معه لإخراج الوطن إلى بر الأمان. أقول لك: إلى هناء وكفى عبثاً فقد قُدمت التنازلات الكافية لكن التمادي سيفقدك المصداقية والشعب واعٍ ويفهم المقاصد وستنقلب هذه الجموع الطموحة عليك وستندم حيث لا ينفع الندم.. والله على ما أقول شهيد.
أحمد ناصر حميدان
تزييف الإرادة الشعبية 1511