*في الذكرى الـ""24 لتأسيس الإصلاح نناشد كل المنصفين والعقلاء من كل اتجاه وعامة الشعب ألاّ يطالبوا من كوادر الإصلاح بالمثالية أو القدوة غالباً فلا مثالية في مجتمع غير مثالي بل في أمة غير مثاليه, فالإنسان ابن بلده وأُمته يعلق به كثيراً من عيوبها وحسبه ان يبذل جهده في التخفيف من عيوب بيئته ويلزم نفسه ما أمكن بالسداد والمقاربة في اصلحا نفسه كما امر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقوله" سددوا وقاربوا" رواه أهل السنن بسند صحيح.
ويكفي الإصلاح أن أفراده في الجملة خيرهم اكثر من شرهم وصلاحهم اكثر من زللهم ولو أنصف الإنسان في تقييمهم لوجدهم حيث يوجدون ممن يشار لهم بالخير أو على اقل تقدير يُؤمن شرهم ويرجى خيرهم نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً كما نحسب الخير والصلاح في كثير من غيرهم. وعلى المجتمع أن يشجع الصالحين أو من يريد أن يصلح, لا ان يحبطهم ويطالبهم بالكمال وألّا يتهمهم ويحقرهم, ثم أن الالتزام والصلاح واجب على كل مسلم وليس مطلباً من جهة دون جهة وان كان متعيناً اكثر على الدعاة والمصلحين.
* في ذكرى تأسيس الإصلاح نذكر كل حزب أو جماعة- قامت في هذا البلد الطيب لخدمة الدين أو الوطن أو هما معاً- ان عليها ان تصدق في تحقيق الأهداف المشروعة التي قامت على أساسها ليبارك الله لها في هدفها وعليها ان تكون وفية لدينها ووطنها فلا تضر الإسلام بانحراف أو ضلالة تستبح بها الدماء والأموال والأعراض أو تنحية الشريعة ولا تضر وطنها بتمزيقه وإشعال الحروب فيه وتهديد أمنه واستقراره, فكل جماعة أو حزب تقع في هذه الموبقات الدينية أو الوطنية فإنها مهما قوت فستضعف ومهما انتفشت فستنكمش, فسنة الله طوت عبر التاريخ قديماً وحديثاً جماعات ومذاهب أضرت بالإسلام والمسلمين أو أضرت بالناس عموماً.
* في ذكرى تأسيس الإصلاح ننصح الحوثي ألاّ يعلن حربه مع داعش رغم عدم حربهما لبعضهما إلى الآن إلا انهما إنْ تحاربا فسوف تتسع الفتن اكثر واكثر وستتضرر اليمن اكبر من الآن. أما تسمية الحوثي الإصلاح بداعش فهي خديعة يخدع بها أفراده ويشوه بها الإصلاح وهو يعلم انه لم يواجه "داعش" حقيقة.
*في ذكرى تأسيس الإصلاح ندعو الجميع- حكومة وحوثيين وغيرهم- إلى إصلاح ذات البين ومصالحة واسعة صادقة تصلح بها أحوال البلاد والعباد وتصان الدماء والأعراض والأموال, فالإسلام يجمعنا واليمن تسعنا ونحن أبقى لبعضنا, والعمل لصالح الأجنبي مهما قوي ومزق صفوفنا, فلن يبق كبقائنا مع بعضنا.. اللهم أصلح بلادنا واهدِ ضالنا..
الشيخ / علي القاضي
في الذكرى ال24 لتأسيس الإصلاح (2) 1317