إن حب الوطن من الإيمان وحب الوطن فرض والدفاع عنه شرف وغاية, ولا يوجد أمرئ لا يحب وطنه ولا يهب للدفاع عنه في أوقات الشدة والتصدي للأعداء ودحر الغزاة والطامعين والدفاع عن الأرض وشرف الآباء والأجداد، وتسجيل البطولات الخالدة والوقوف في وجه من يطمعون في خيرات الوطن وسرقة ثرواته قديماً وحديثاً، وكثيراً ما يضحي المرء بحياته وعمره في سبيل رفعة شأن وطنه وأمته ليغدو بطلاً شهيداً يكتب اسمه بأحرف من نور في صفحات التاريخ والخلود، تتذكره الأجيال جيلاً بعد جيل، ليغدو مثلهم الأعلى في التضحية ونكران الذات يقتدون به في حياتهم
وكثيراً ما يتمنى المرء أن يكون في مقدمة من يسطرون بدمائهم الزكية ملاحم خالدة في النضال في سبيل إعلاء شان الوطن واستقلاله دون أن يرضى بديلاً عن ذلك..
غير أن هناك في كل زمان ومكان من يرتضون لأنفسهم الإقدام على خيانة وطنهم وأمتهم وشعبهم وبيع ضمائرهم وتاريخهم الشخصي إن كان لهم تاريخ وشخصية، والتعاون مع أعداء الوطن والتاريخ والحقيقة، لينالوا الخسران والعار والخجل في الحياة والآخرة, و يبقوا منكسي الرؤوس في أماكن مظلمة مذعورين لا يخرجون من جحرهم في النهار وإذا ظهروا ليلاً فإن الذعر والخوف من انتقام الوطن يراودهم وهم لا يعرفون كيف يمضون العيش في ظل ذلك العار الذي يلاحقهم حتى وهم في أوكارهم!!
إن خيانة الوطن جريمة لا تغتفر ومن يقدم عليها يستحق أقسى العقوبات، وخاصة من يضعون أياديهم في أيدي الإرهابيين والعابثين المفسدين والميليشيات المسلحة التي تنتهك كل الحقوق وترتكب أبشع الجرائم وتستهدف الوطن والمواطنين ويعينونهم على العبث بمقدرات بلدهم وترويع أهلها وإسالة الدماء الزكية في سبيل أفكار متطرفة منفصلة تمس بأمن الوطن وغايتها زعزعة الحكم!!!
فإن أعمال هؤلاء الخونة لن تمر دون عقاب وان أيدي العدالة طويلة ستنالهم أينما ذهبوا ومهما استمروا في غيهم وظلالهم فإن أعين الأمن مفتوحة ولن ترحمهم العدالة حيث تقف لهم بالمرصاد، وأن مصير الخونة إلى زوال وثمن الخيانة كبير يجب أن يتحملها من باع ضميره ووجدانه وأدار ظهره للوطن والأمة،
ولا شك ولا ريب أن الوطن هو الام والأب والابن والحبيب ,,,ومن يخون الوطن فقد خان كل هؤلاء!!
إن خيانة الوطن جريمة كبرى لا تغتفر ويجب إنزال أقسى العقوبات بصاحبها، خيانة الوطن لا تبرر، لأنه ليس هناك أسباب مشروعه للخيانة، ولما كانت كذلك، فليس هناك درجات لها، فأن كان للإخلاص درجات ،فالخيانة ليس لها درجات بل هي عمليه انحدار وانحطاط دون الخط الأدنى للإخلاص. والعقاب على من يخون الوطن قديم قدم البشرية في كل الشرائع السماوية والشرائع الوضعية القديمة والحديثة، فالخونة لا ينظر لهم بعين من الاحترام والتقدير بل ينظر إليهم بعين من الاستهجان والاستخفاف وبسوء الأخلاق وانحطاطها حتى من قبل الذين يعملون لصالحهم ويأتمرون بأوامرهم. فأين هؤلاء من قول الشاعر:
وطني إن شغلت بالخلد عنه, نازعتني عنه بالخلد نفسي!!
الخيانة لا وطن لها ولا هي موسومة بشعب دون آخر، هي موجودة على كل ارض وبين صفوف كل شعب، وليست محكومة بزمن محدد، بل هي في كل زمان، وهي أنواع لا تختلف في معاييرها على مر الأيام، وكما هي في بلادنا وأوطاننا، فهي في بلاد الغرب والشرق على حد سواء، وغياب حقيقة الانتماء، وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة تدفع بالموسوم بالخيانة ان يمارس هذا الدور الذي يتبناه، أو تدفعه نفسه المريضة للقيام به.
يحاول الخائن أن يبرر مواقفه الخيانية، ويغلفها بأثواب وطنية، والحرص على المصلحة العامة، وهو لا يعترف بان موقفه خياني، فهو نظيف شريف لا يتكسب ولا يطمح أن يكون، بل انه على صواب، وان الآخرين لا يفهمون مصلحة الوطن ومصالحهم الخاصة، يعادي الوطن والأهل حد القطيعة مع اقرب الناس إليه ان اختلفوا معه في صنيعة عمله، وليس غريباً ان يكون دون حاجة إلى ما يتكسب إليه عن طريق الخيانة.
الخيانة جرثومة يصاب بها الخائن، ولا يمكن ان يشفى من دائها إلا بالموت أيا كانت طريقته، فدفاعه عن مواقفه الخيانية يجلب إليه غضب الجميع حد اعتزاله ومحاصرته في مواقفه الخيانية، ولا يعلم أن نهايته في كثير من الأحوال على أيدي أسياده الذين أوكلوا له مهمة الخيانة، لانهم قد انتهوا منه فلم يعد يفيدهم في شيء بعد أن انتهى دوره, وفي النهاية يلقى الخائن مصيره وينال عقابه الخزي والذل والعار والهوان وأقول لكل خائن لوطننا الحبيب بلد الحكمة والإيمان إن الوطن باقي وأنتم زائلون..